مشهد رأسيّ، جماعة من المؤمنين يبايعون نبيًا تحت الشجرة، يظلهم ظلها ومن فوقه رضوان الله عليهم، قد علم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم.
ولكن، ماذا في قلوبهم؟
إيمانٌ قال عنه قبل بضع آيات " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم"
أم خوفٌ وتردد وحيرة؟ نلمسها في سؤال عمر لأبي بكرٍ: "أولسنا على الحق ؟ أوليسوا على الباطل؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ .. فلم نعطي الدنية من ديننا؟". تساؤل عُمريّ إنسانيّ ومنطقيٌّ! تمامًا كأسئلة موسى للخضر ..
كل شيء ظاهره سيء ولا خير يلوح في الأفق، ولا مثبت لعقولهم وقلوبهم إلا الإيمان بهذا الرجل وبصدق وعد الله!
تذكرني هذه الشجرة بمشهد آخر قبل أعوام وأعوام من هذا ..
مشهدٌ رأسيّ، رجل وحيد تحت شجرة يستظل بظلها ومن فوقه رضوان الله عليه. علم ما في قلبه من خوف من القرية التي منها خرج خائفا يترقب ومن القرية التي إليها التجأ غريباً مُغرّبا.
كل شيء ظاهره سيء ولا خير يلوح في الأفق، لكنه بسكينة من الله أنزلها على قلبه يقول "رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير" فأثابه الله فتحا قريبا كما أثابهم وصب عليه الخير صبا صبا من حيث لا يدري ولا يحتسب.
فاللهم انظر لقلوبنا نظرة رضا واملأها يقينًا تهون به علينا مصائب الدنيا، وإيمانًا بك وبرحمتك تأويلًا لكل ما نستطع عليه صبرًا.
-
زهرة الوهيديأكتب... لأنني أحب الكتابة وأحب الكتابة... لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني وتُخيفني وأنا مولعةٌ بهـا” رضـوى عاشور :)