كفتى في عشرينياتي تعلمت الحب من والدتي القروية ..فقد علمتني أن الحب يكمن في قطعة الخبز الساخنة والتي تعطيني إياها خلسة عن إخوتي، وأن الحب هو محاولتها لإرضائي بقطعة حلوى بعد أن أوسعتني ضربا مبرحا لمشاكسة قمت بها. لقد إمتلأ جوفي بحب تقليدي أصيل مئة بالمئة .
إلى أن أحببتها..كانت فتاة عصرية مرصعة بالبساطة، تائه أنا في تفاصيلها ، منهار أمام عطرها و مختنق في نظراتها..كل شيئ فيها قابل للحب و مخلوق لأن يُقَدَّس .
قلبي لم يتحمل كُلفة عشقها ..كان حبها أكبر مني ..شيء خارج قدرتي، أمر خارت قواي أمامه ولم أستطع مجاراته. في حين أقول كلمة غزل كانت تقول كلمتين..تخطر في بالي فكرة، فيفيض عقلها أفكاراً .
ما علمتني يا أمي عن الحب كان قليلا جداً..كمقدمة كتاب أنا في خِضَمِّ قرائته، كتاب فلسفي عميق جداً، أمامه أنا مجرد قارئ مبتدئ ..أتلعثم في القراءة و أتباطئ في الفهم.
أحببتها في بالغ الأنوثة ..وكفتى قروي ألِف الإضاءة بالقنديل أو بواسطة القمر..وجدتها خليطا مبالغ فيه بين الإثنين، أضاءت طريقي عندما كنت أصارع العتمة..واضحة كالنهار، هادئة كالليل.
هجرتها كجبان خاف من الخسارة، غادرت المركب وتهت في أعماق البحر ..غبي هو من لا يفهم منطق الخسارة.
كان ذنبها أنها أحبتني وذنبي أنني كنت بسيطا لا أفهم في تعقيدات الحب، نعم لطالما رأيته أمرا معقدا يصعب تحليله.
الى فائقة الانوثة تلك..أطلب المغفرة، عزائي الوحيد على حب دفنته في قلبي هو قبرها، لأعيش ما تبقى في حياتي حدادا على نفسي.
...فاغفري
#بقلمي_سهام_بهج
-
sihamأتنفس الكتابة وأتيه بين المفردات
التعليقات
دام مدادك عزيزتي سهام