• أفولُ رمضان
إقتربَ رحيلُ رمضان، وسيمضي وينقضي بكلِّ ما فيه من ركعات وسجدات ودعوات، بكلِّ ما فيه من صدقاتٍ ودمعات، بكلِّ ما فيه من حسرات على التقصير وندامة على المعصية، سيمضي وينتهي جوعك وظمأ ريقك!
وهنيًا لمن صامَ رمضان وصامت مع الجوارح الشّهواتُ والملذّات، طامعًا فيما فهو خير:
• أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه» - رواه البخاري ومسلم.
بعدَ أيام سوّدعنا خير الشُّهور، وسيذهبُ أهلُ الإحسان بإحسانهم، سيذهبُ أهل الإجتهاد بإجتهادهم، وكذلك المُقصرين بتقصيرهم..
حزمَ الأمتعة، وشدَّ الرِّحال مسافرًا برحلة طويلة مِقدارها عام! لا يعلم منا أحد هل سيدركهُ حينها ؟! أم سيكون قد فارق الحياة وصار تحتَ الثرى..
إن كانَ هذا الشهر أعطاك مهلة للرجوع، أيعقل أنهُ بكلِّ عام سيعطيك الفرصة ؟!
أيها العبد قِف وقفة لله وتفكّر:
هل زرعتَ غراسًا تستريح بظلِّها بعد التعب ؟! أم مرّتِ أيامهُ كحال التي قبلها والتي قبلها ؟!
بكتِ القلوبُ على وداعك حرقةً
كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُ
ها قد رحلت أيا حبيبُ، وعمرنا
يمضي ومن يدري أَأَنتَ ستقبلُ
فعساكَ ربي قد قبلت صيامنا
وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبَّلُ
اللهم لا ينقضي هذا الشهر إلا وذنوبنا مغفورة، ورقابنا معتوقة، وطاعاتنا مقبولة، ياربِّ تُب واغفِر، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنّا 🌿
والحمدُ لله ربِّ العالمين.
- عزّام الخالدي
الجمعة ٢٢ رمضان ١٤٤١ هـ.
-
• عزّام الخالدي •- مُهتمٌ بالشِّعر، مولعٌ بالأدب !