سؤال : هل الحب فن أم قدر ؟
-الإجابة: التي تدور في العقول الآن أنه قدر لا دخل لنا فيه .
وإذا سألت وما الحجة على هذا القول ؟
الحجة إن الأرواح جنود مجندة فأنت مثلا قد تطمئن وترتاح لشخص وتبغض أخر ولا تعلم السبب لذلك وكما تعلم الطمئنينة والإرتياحية من النظرة الأولى يكون لها تأثير كبير على مستقبل العلاقة بين الطرفين فالشخص الذي لا تتقبله من الوهلة الأولى قد تبتعد عنه نهائيا وإذا أجبرت على التعامل معه سيكون تعامل سطحي وتكون في حاجة إلى إنتهاء الحوار بأسرع وقت ..بجانب إننا لمن نجد شخص يختار من يحبه وإن كان الأمر كذلك لما وجدنا كل تلك القصص المؤلمة المنتشرة في أرجاء العالم فالمنطق حتى لا يقبل هذا .
الرأي الثاني :الحب فن
وبما انه فن فنستطيع أن نحب شخص معين في الوقت الذي نريد فيه ذلك.
كيف ؟
دعنا نفرق بين الحب والإعجاب فالإعجاب يكون على مميزات الشخص البارزة فيه كحسن المظهر فمن الطبيعي ان نميل له ونعجب به فالزينة فتنة يفتن بها من يراها والأمر في الحب يختلف تماما لأن الحب قائم على تفاهم الطرفين ومعرفة مساوئهم والتعامل معها كأنها جزء من شخصيتهم ويؤدي فهم الأخر إلى حبه أو كره وكما قيل الإنسان عدو ما يجهل فلو طبقنا الحب مثلاً على الأشياء ولنضرب مثال المواد الدراسية فأنك تحب التاريخ لأنك لديك شغف بمعرفة أسرار الماضي وعندما قدمت لك مادة التاريخ ما تحبه أحببتها فهنا وجد سبب للحب أو إنك كنت تكره النحو بشدة لأنك تجده معقد فحين استطاع شخص يفهمك النحو واستطعت فهم كيفية الأعراب أحببته وكذلك نطبق على الأشخاص فكم شخص كنت تجده معقد أو ممل وساذج ولكن حين تعاملت معه صرت تجده أقرب الأصدقاء لك فالحب إذا لا يأتي فجأة بل يأتي بالتقارب والمشاركة حتى يفهم كل شخص الآخر ويلمس فيه أجمل ما فيه الغير ظاهر للعامة فهنا يكون الحب وهنا يدوم إلى آخر العمر
فهل الحب فن أم قدر الآن؟
في الحقيقة ما زال الجدال قائم وقد يكون البعض متصلب برأيه ولكن فالنخوض في الحديث برؤية أخرى
علاقة الحب قائمة بين طرفين لكل منهما دور في تكوينها فالأول قد يجد في الأخر أسباب وهي عبارة عن صفات يحبها تتوافر في هذا الشخص فيختاره ليكون شريكه في الحياة فيقترب منه ويطيل في مجالسته ويؤشر للأخر ويلمح له بهذا الحب
فإذا أستجاب الطرف الثاني وبدء فعلاً في مبادلة الشعور وتقريب الآخر له كما حدث معه أكتملت علاقة الحب وحينها يصير الأول قد أختار والأخر أستجاب فصارت بينهم عقدة ويظل كل منهما في محاولة لفهم الآخر حتى يزداد حبهم يوم بعد يوم وذلك لأن كل منهم يتيح للأخر البحث والتفتيش في مكنون الأخر وبعد أن يشتد الحب بينهما حينها يتحول الحب من مجرد أختيار إلى قدر (القدر هو نتيجة لإختيارتنا ) وإذا وقع القدر فلا مفر منه فهنا أنت تتحمل نتيجة إختيارك الحر.
أما إذا حدث نفور من الأخر فهنا يتكون إحتمالين إما يستكمل الأول في حب الاخر حب من طرف واحد أو يخرجه من دائرة إهتمامه أو يحدث شئ أخر وهو أن يستجيب الأخر ولكن تكثر نقط الخلاف بينهم وتمحى نقاط الإتفاق بينهم ولا يكون بينهم
-
أسامةادرس الحقوق وأحب الأدب وعلم النفس والفلسفة.