علي اعتاب ذلك الدهليز المفضي الي غرفة العمليات تدوي اصوات حركات اضطرارية سريعة يتهافت الاطباء و الممرضات ببن الحين و الاخر كلاهم آويآ الي تلك الغرفة المخصصة للعمليات جراحة الاوراق السرطانية..
علي اعتاب المرض يئن ذلك الصبي الصغير الذي لم يتجاوز عمره السادسة.. روح ملائكية صغيرة قلب طاهر لا تشوبه اي احقاد انسانية مقيتة.. تلك الروح الملائكية الطاهرة التي تئن بصمت.. و نظرات الاطباء تتابعه بحزن..
ركن صغير من ارجاء حائط الدهليز توارت فيه تلك المرأة الهزيلة.. تنسال بحور عبراتها الانينة.. يناجي قلبها بادعية للرحمن ان يشفي ولدها الصبي..
اتكئت علي ارجاء الارض مستندة ظهرها علي الحائط.. بكفيها الصغيرتان امسكت بالمصحف.. تتلو ايات الرحمن فيربط علي قلبها و يلهمها سكينة.. تقع عيناها علي تلك الاية الكريمة { وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو و ان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده و هو الغفور الرحيم } سورة يونس اية 107
باتت تلك الايات بردآ و سلامآ علي قلبها الصغير.. في تلك اللحظات اقتربت منها الممرضة اربتت علي كتفيها الصغيرتان هونآ عليها.. اشارت بيديها الي غرفة العمليات فاذا الطبيب حاملا ولدها بين كفيه.. كان الصبي قد عاد الي وعيه بعد نجاح العملية..
بقلب الام المنفطر علي ولدها قامت من مجلسها جارية صوب ولدها.. حملته بين كفيها و هي حامدة شاكرة لله علي جلل فضله..
القت بجسدها خرت ساجدة لله شاكرة اياه علي عظيم اجره..
و لسان حالها يردد قول الله عز و جل { انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب } سورة الزمر اية 10
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب