لماذا يحدث كل هذا؟ .. لِمَ أنظر إلى الأشياء وكأني بعينٍ واحدة؟ .. أفقد الشعور بكل من حولي .. فلم تعد تزلزلني كلمة "أحبك" منه، لم يهتز قلبي حينما تخبرني والدتي بأنها تفتقدني، لم أعد أشعر بالحنين إلى غرفتي .. ولم تعد عيناي تنخرط في البكاء لحظة موت البطل أو أثناء النهايات الحزينة.
تجمدت مشاعري، واحتفظت عيناي بدموعها لأجلٍ غير مُسمَى، وغالبًا اندملت جراحي ومن بعدها لم أشعر بشيء قط.
أصبح يغيب من يغيب ولا أسأل، يلوم من يلوم ولا أهتم، من الواضح أن الجهاز العصبي لديَّ تعطلت بعض وظائفه .. يستقبل ولا يستجيب .. وبالأدق فهو يستجيب ببطء.
هل اقتربت النهاية؟ من المؤكد أن كل هذا يحدث لسبب ما وأنا أظن أنه حقًا اقتراب النهاية، وهذا السبب منطقيّ جدًا ويريحني كثيرًا .. كلما فكرت فيه تزداد اللامبالاة بالأشياء لديَّ، وأكتسب مناعة ضد من حولي أكثر.
أحيانًا يراودني شعور أن هذا كله اقتراب بداية جداية ليس إلا، ولكني أطرد هذا الشعور على الفور وأنفيه تمامًا، فأنا أصبحت غير قادرة على البدء من جديد!! ولم يعد بإمكاني التحمل صدمات أخرى، أعتقد أنه يكفي الوصول إلى هذا الحد.