يعد التعليم من أهم المراحل التي يمر عليها الإنسان في حياته إن لم تكن المرحلة الأهم ، و في الحقيقة أنا مؤيد لفكرة إجبار الأطفال على التعليم و كذلك أنا من الشاكرين لجعل التعليم مجاني و متاح للجميع حتى لكبار السن ، فعندما يحل الجهل في المجتمع استعد إلى الإرهاب و الإجرام و الفوضى و الفساد و الظلم وغيرها من هذه الأمور الفضيعة والتي تدمر المجتمعات و الدول بل حتى الحضارات ، لكن هل يعد التعليم في الوطن العربي تعليم نموذجي و تعليم متطور و متجدد باستمرار أم ماذا ؟!
من العروف للجميع أن الحياة في تطور مستمر و الإنسان يسعى جاهداً لتسهيل أمور معيشته خصوصاً باستخدام التكنلوجيا ، فالتكنلوجيا دخلت في جميع الأمور و المجالات الحياتية للإنسان في هذا الزمن ، حسناً ما الرابط بين ما ذكرته بالتعليم ؟!
الربط ببساطة أن الإنسان دائما و أبداً يسعى لتسهيل حياته أي أنه دائما يبتكر طرق مختصرة تمكنه من الحصول على ما يريده بأقل جهد ممكن ، هذا ينطبق كذلك في التعليم كيف ؟! الطلاب يعلمون أن الدرجة النهائية المرصودة في الشهادة تأتي عن طريق الإمتحانات النظرية ، إذن فالغاية والتي تتمثل في الحصول على درجة متميزة هي بالإجابة الصحيحة على هذه الإمتحانات ، وكما قلت أن ذهن الإنسان أصبح مبرمجاً على البحث عن الطرق المختصرة للحصول على كل شيء ، وفي فكر الطالب أن أسهل الطرق و أسرعها هي طريق ( الغش ) ، و أذكر مقولة قرأتها تكرس لهذه الفكرة تقول - المقولة - أن النظام المدرسي لدينا يقدر الطالب على معيار العلامات المدرسية والتي تأتي عن طريق هذه الإمتحانات .
إذن نحن من حيث نعلم أو من حيث لا نعلم نعزز فكرة ( الغش ) لدى الطلاب ، فالأَولى أن نغير هذا النظام التالف الذي عفا عليه الزمن والذي يزيد من سوء التعليم سنة بعد سنة ، و الفكرة التي أطرحها أن نلغي الإمتحانات النظرية و نستبدل هذا النظام القديم بنظام حديث يواكب تطورات العصر ، يجب التركيز على الأمور التطبيقية و التي يشعر الطالب بأهمية هذا العلم عندما يدرسه و يطبقه ، فما الفائدة من دراسة شيء لا نعرف كيف نستفيد منه ، و للأسف أستطيع القول بأن المناهج الحالية و طرق تدريسها لا تفيد الطالب في حياته العملية أي ما بعد انهائه السنوات الدراسية ، وهذا سبب من أسباب تراجع فكرة أهمية العلم لدى الناس ، لأنهم ببساطة لا يستفيدون مما يدرسونه إلا بنسبة بسطية .
و في الحقيقة هناك مساوئ أعمق لمنهجية التعليم لدنيا سأحاول ذكر أهم هذه المساوئ بشكل مقتضب ، منها أن التعليم لدنيا يحارب فكرة ارتكاب الخطأ ، وكأنه يقول لنا أننا يجب أن نتجنب الخطأ باستمرار لكن في الحقيقة و الواقع لن نتطور إلا عندما نجرب ونخطأ ونتعلم من أخطائنا ، ولذلك نرى الطالب خائف جداً عند توزيع العلامات أو الدرجات ، أيضاً من مساوئ التعليم لدينا توجيه الطالب لمقارنة نفسه بزملائه الطلاب ، فالمقياس على نجاحه هو درجات زملائه ، فلو كانت درجته على سبيل المثال سبعة عشر من عشرين و هي درجة ممتازة طبعاً ، وزملائه درجاتهم أعلى منه هنا يصاب هذا الطالب بالإحباط ، فمقياس النجاح لديه هو الطرف الآخر ، كذلك من المساوئ هي أن التعليم لدينا يركز بشكل كبير على مهارة الحفظ مهملاً العديد من المهارات الأخرى كمهارة التحليل و الإستنتاج و الفهم ...الخ ، في الختام أقول أن التصور الموجود بأن منهجية التعليم في الوطن العربي ممتازة هو في رأيي الشخصي إعتقاد خاطئ و يجب إعادة النظر فيه .
عمار العود
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم