"ريت المعدل ما يموت"، جملة كانت دائما ما ترددها جدتي لوالدتي وهي مبتسمةً في فرطِ سعادتها، "المعدل" هو الشخص الذي يتقن صنعته على أكمل وجهة، هكذا كانت والدتي التي كانت دائمةَ الإلتصاق بجدتي المسنة تقوم على شؤونها ورعايتها وتتقن صنعتها، فهذا ماكانت جدتي تحبه فقد كانت تحب أن يُنْجَز لها أعمالها على أكمل وجهة كما كانت تفعل في صباها.
والدتي لم تكن متقنةً في تدبير أمور المنزل فحسب بل كانت أيضاً تربوية ماهرة متقنةً للقراءة والكتابتة والحساب وهذا كان شيئاً نادراً مقارنةً بأقرانها في ذلك الوقت فقد كانت تشرف على تدريسنا بنفسها، وهي بالمناسبة مستخدمة ماهرة لمواقع التواصل والإتصال ولكل ما هو حديث في عالم التكنولوجيا وهي السبعينية!
وكانت جدتي أيضاً تقول لوالدتي:
"ياريت في منك مية تاتنلي العلية"، العلية هي مضافة مكونة من غرفة واحدة تقع في أعلى المنزل لوحدها، وياريت كلمة تفيد التمني لكن هيهات هيهات!
كم هي الأمة الآن بحاجة إلى نماذج متقنة صاحبة ضمير حي نقي كالشهيد "وصفي التل" متقن لولايته العامة يعرف كيف يصرف الأمور ويعرف كيف يكون مسؤولاً بحق، كم نحن بحاجة إلى مسؤول يشعر بمعاناة الناس ووجعهم وآلامهم، إلى معلم متقن ذو ضمير، طبيب إنسان يُحَكِم إنسانيتهُ قبل جيبه، موظف مخلص ودود مع مراجعيه خدومٌ لهم، بل إن الأمة الآن أحوج ما تحتاج إلى نماذج تنبذ النفاق والغش والخداع في كل شيء، فعندما تسوء الأخلاق لاتنتظر الخير!
يما:
" ريت المعدل ما يموت وياريت في منك ومن كل متقن شريف نقي مخلص مية تاتنتلي العلية"
J.Y.J
-
jjounidyكاتب اردني