و لأني أحببتك ، و لأن حبي لك فاق شعوري بالضياع و الألم ، لم أرض أن أتخلى عنك ، في الواقع لم أرض أن أتخلى عنا ، فبعد غيابك غير المبرر و حين قررت مسامحتك أدركت أنني لم أحببك لوحدك بل أحببت كل ما جمعنا : أحببت أشيائنا : وعودنا ، محادثاتنا ، أحلامنا ، و كل شيء ربطنا معا أحببتنا " نحن " فلم أقدر أن أتخلى " عنا " ! ..
لم يخف علي أنك كنت تقرأ في عيني العتب فقد تعمدت إظهاره لك كلما سنحت لي الفرصة لأذكرك بما فعلت ، لأزيدك يقينا فوق تصديقك أنني لازلت مجروحة منك و بالرغم من أنني لم أدري إن كنت سأشفى أم لا إلا أنني وافقت على المجازفة معك و غرقت بعدها الكثير من المرات في عتاب نفسي ، فإن كنت أنا تغاضيت عن أذاك فإن قلبي من وجعه لم ينسى ، و عيناي من تعبهما لم تكُفَّا عن عتابك و إن روحي لكانت تقترب من النار خطوة كلما اقتربت منك نصف خطوة ، و إني كنت كلما اقتربت من قلبك المظلم خطوة كنت أدرك في قرارة نفسي أنها ليست سوى خطوة نحو هلاكي فحتى إن كنت أنت رحيما بي فإن قلبك قاس لايرحم ! لم أدرك حينها أنك لست ملاذي الٱمن بل أنت مصيبتي ، حين أحببتك مصيبتي و حين قسوت مصيبتي و حتى حين تخليت ! اعتدت مناداتاك ب"مصيبتي" و اعتدت الابتسام حين سماعها ، في وقت مضى كنت أحلى مصيبة حلت علي لكنك الآن أمقت مصيبة عندي ، عجيب كيف أن للمعاني أن تختلف بالرغم من ثبات مسمياتها !
-
Widad soumiaاكتب لأرتب ما بداخلي من فوضى ، لألامس سلامي الداخلي