كيف ما تكونوا يؤمر عليكم
قراءة في المشهد السياسي المغربي المعاصر
نشر في 11 يناير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كيف ما تكونوا يؤمر عليكم
قراءة في المشهد السياسي المغربي المعاصر
ذ/ محمد خلوقي
-----------
عنوان المشهد :
أزمة اخلاق في التربية قبل ان تكون أزمة انساق في السياسة.
-------------
ما يعيشه المشهد السياسي المغربي من تجاذبات وصراعات غير صحية بين الأحزاب وممتليها هو دليل على انحرافات في التربية والتنشئة ، فصورة التعالي ، ورغبة في التسلط والتحكم بغير حق ، والمناورات الحربائية التي يناور بها كل فريق خصمه ، هي برهان كاشف على ان في النشأة خللا ، وفِي النية خبثا ، وفِي النفس هوى .. وان مصلحة الذات هي المقدمة أصلا على غيرها ..واما عبارات (مصلحة الوطن والمواطن خط لا يمكن تجاوزه) هي الْيَوْم شعارات جوفاء ، وجبل بني من ثلج الاكاذيب ، يراه المواطن يذوب ويتبخر مع اول شمس حارقة .. تكشف لنا حقيقة من توهمنا انهم احزاب تنوب عن المواطن .. واليهم أوكلت مهمة تسيير شؤون الأمة ..ليسوا في المشهد سوى جماعة من ذوي المصالح .. والأنا المتضخمة.. لا يهمهم مصلحة عباد ولا استقرار اوضاع البلاد ..لان انتماءهم اليه انتماء نفع وجشع ..
والسؤال : من أين جاء هؤلاء النواب الممتلون
للامة ؟؟ هل تم إحضارهم من عالم الجن ؟ أم هم مخلوقات وافدة من كواكب وعوالم غربية ؟؟
الحقيقة انهم ليسوا لا جنا ولا كائنات غريبة ،هم من الانس ،ومن أبناء جلدتنا .. يتنفسون هواء المغرب .. ويشربون ماءه .. ويأكلون خيراته ..لكنهم تربوا كغيرهم من المغاربة على سلوكات وطبائع إنسانية متضاربة ومتناقضة جمعت بين التواضع والتكبر ، والتسامح والعدوانية ،و بين العطاء والاخذ ، بين حب الذات .. واستصغار الآخرين ..، وحين اختار فئة من الشعب من يمثله .. جاءت المادة من أسوأ ما فيها من مكونات وعناصر هشة وغير متجانسة ..واتضح ان الطيور على اشكالها تقع .. وان هذه الفئة تمثل انحرافات خطيرة، وتجسد صورة واقعية للمجتمع المغربي المعاصر، وما تفشى فيه من تضخم الأنا عند افراده ، ونزوعهم نحو التسلط ، وقهر بعضهم بعضا ..مجتمع قلَّ في خطاب افراده نبرة التسامح والاعتراف بالخطأ .. وشاع في سلوكهم تصيد فرص غفلة الاخر ليسرق منه نظرة او لقمة .. وأحيانا يختطفها عنوة ..هكذا تفشت هذه الأمراض في بنية هذا المجتمع و باتت تنهش جسد المغاربة أزمة اخلاقية لها بيئة حاضنة ،سببها معلوم ومقصود ويطول شرحه في مقام غير هذا المقام .. والنتيجة ان المجتمع أنتج طينة من هذه المكونات المرضية ..وصدق من قال ( كيف ما تكونوا يؤمر عليكم )، فَلَو كان فينا اخيار كثْر .. ووعي كبير وغيرة اكبر على الحق واهله ..ولو مارسنا العدل، فعلا لا شعارا، في أنفسنا وبين اهلينا .. وسامحنا الاخر وتسامحنا مع ذواتنا .. لكانت منا طبقة سياسية مميزة ،تحكم بنفس القيم والاخلاق الحميدة والفاضلة .. لكن للأسف الشديد يتضح ان الطلب محبوب لكنه صعب التحقق .. ولهذا ان من يحمل هم الوطن من بعض الأحزاب الصامتة و الوازنة قد اهتمت بتربية محبيها تربية منهاجية .. من باب الإعداد لما قد يأتي حتى وان تأخر ..
وأما ما يلوح الْيَوْمَ في الافاق من مشاورات وتجاذبات يقول عنها بعض المحللين انها ظاهرة صحية .. فهي توصيفات لا تعكس عمق الأزمة .. وكيف ما كانت التوصيفات فالامر أشبه بذلك القنفذ الذي سجنوه تحث غربال دائري ، مغطى بجلد غزالي سميك ، وفوق الجلد ثقوب صغيرة يتسرب منها الضوء الى داخل الغربال ،وحين سئل القنفذ عن احساسه قال في بلاغة الحكماء :
( ارى ملامح اضواء كثيرة ،ولكن لا سبيل الى الخروج ).
التعليقات
بالعكس القادة هم السبب انظر إلى تاريخ العرب كيف كانو قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت جاهلية استحقت إطلاق هذا اللقب عليها لما تعانيه من جاهلية في كل شئ أمية متخلفة صراعات قبلية وأد البنات عبادة للأصنام طواف حول الكعبة وهم عراة ثم جاء النور من رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلم فأخرج تلك الجاهلية إلى العلم إلى قوة عظمى سحقت الفرس والروم أضاءت العالم بالعلم والمعرفة إذن القادة هم السبب وليس الشعوب