راجعين يا هوى
عن الأيام الخوالي أتحدث
نشر في 10 يناير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
دائما ما يدور في مخيلة كل منا ولو للحظات أن الزمن يعود للوراء ولو لدقائق معدودة دائما ما نحلم في يقظتنا بأصدقاء الطفولة والمراهقة وحتى أصدقاء الجامعة ، نسمع الاغاني والموسيقى التى كنا نستمع اليها ونحن صغارا على الراديو صباحا ، أفلام الكارتون التى كنا ننتظر أن تأتي في التلفاز ، نشتم رائحة نسيم الصباح ، نجرى خلف احلام الصغار في طريق المدرسة ، ومن منا لم يسابق أقرانه في الطريق الى الفصل الدراسي .. يااااه .. تذكرت الفصل الدراسي بكل مافيه ، (شخبطة أقلامنا على الديسك في غفلة من المدرسين ) ، فتات الطبشور التى تتبقى من المدرسين ونهرول جميعنا الى السبورة لنكتب بها اسماؤنا او نرسم اي رسم على السبورة ثم يأتي المدرس في حصة بعدها ويمحو كل شيء على السبورة .. فتمحى الرسومات كما تمحي الايام .. أحلامنا البريئة .
ثم نكبر قليلا ، فتتغير الاحلام ويتغير الرفقاء وربما تتغير الأماكن أيضا ، نتطلع الى الغد بما فيه من مفاجأت .. تطفو اهتمامات جديدة على سطح أفكارنا .. وتقل براءة الطفولة فينا .
وتمر الايام ... بسرعة أكبر فنكبر معها ونودع براءة الاطفال ، ويدب فينا طموح الشباب والتطلع الى الغد والحياة المفتوحة .. ولكن خلف اسوار الجامعة ، نختار الرفاق المناسبين لنا .. و ربما نقع في الحب .. و ربما يصدمنا الحب او لا ، و لكن الأكيد أننا نركب قطار الايام بسرعة لتمر بنا الايام دون ان نشعر .
و الأن ... ركبنا قطار الحياة الاكسبريس .. السريع .. قطار المسئوليات ، الالتزامات ،
الأن .. و في قطار الحياة المتسارعة .. ننظر من شرفته لنري ثوب براءة الاطفال الذي نزعناه قديما،و أسلوب المراهقين الذي كنا نرفض ان ينظر لنا الاخرين به ، و طموح الشباب الجارف الذي كان يصعد بنا فوق عنان السماء ، وأسماء العشاق على الاشجار ..
ثم تعود رؤوسنا دون اختيار ... الى ما هو قادم ، الى مستقبل ابناءنا الصغار ولكن يبقا في مخيلتنا حتى ولو بعد الستين حلم العودة الى الايام الخوالي .. تبقى في مسامعنا
غنوة السيدة فيروز ... راجعين يا هوى .. راجعين