الباحثون عن الكمال - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الباحثون عن الكمال

  نشر في 13 غشت 2018 .

رحلة في كتاب
الباحثون عن الكمال
كيف صنع المهندسون الدقيون العالم الحديث
تأليف: سيمون وينشيسترث
مراجعة: جون ستيل جوردون
ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو

دفع المحرك البخاري الذي اخترعه جيمس واط الثورة الصناعية دفعة قوية من خلال توفير مصدر لطاقة رخيصة شائعة تؤدي العمل. ولكن قبل أن يفعل ذلك توجب عليه حل مسألة بالغة الأهمية: الحاجة إلى الدقة.

ما لم يكن قطر الإسطوانة مطابقاً لقطر المكبس(البستون) فإنه سينحشر أو يبدد الكثير من الطاقة مع هروب البخار حول حافته

كانت الدقة مفهوماً جديداً في أواسط القرن الثامن عشر. وبالفعل دخلت الكلمة اللغة الإنكليزية عام 1740 عندما كان واط في الرابعة من العمر. وقبلها كانت الآليات المعقدة تصنع يدوياً من قبل حرفيين مهرة يصوغون كل قطعة على حدة ثم يجمعونها إلى أن تتطابق

وجدنا الجواب لدى جيمس ويلكينسون المعروف بمجنون الحديد لشغفه بالمعدن ( لدرجة أنه دفن في نعش من حديد كان يحتفظ به في مكتبه)

وحتى عهد ويلكينسون كانت المدافع تسكب مفرغة وكان الأنبوب الذي تطلقه كرة المدفع غالباً خارجياً. وقد ينتج بقعاً رقيقة في المدفع مما يؤدي إلى الفشل وقتل الطاقم أو قد يسمح لمعظم الطاقة بالتسرب حول الكرة. كان حل ويلكينسون يكمن في صب المدفع كاملاً وحفر المركز


عندما طبقت التقانة على إسطوانة وات نالت استحسانه . وكتب قائلاً” لقد ثقب السيد ويلكينسون العديد من الاسطوانات دون إي خطأ تقريباً ومن قطر 50 بوصة …لم يحدث خطأ يوازي سماكة شيلينج في أي جزء.” وكانت سماكة الشلن الإنجليزي عشر بوصة وبهذا المستوى من الدقة أصبح بالإمكان تغيير العالم

كتب سيمون وينشستر ، وهو مؤلف للعديد من الكتب ومنها الأستاذ والمجنون عن إختراع قاموس إكسفورد للغة الإنكليزية، رحلة رائعة عبر الدقة المتزايدة التي ميزت العالم الحديث من دقة 0.1 بوصة في عهد ويلكينسون إلى رقاقة حاسوب حديثة ذات فراغات بمقاس 0.000.000.000.000.000.000.000.000.000.000.000.01 بوصة بين سبعة مليارات ترانزيستور فيها

كانت الأقفال في القرن الثامن عشر ضعيفة واللصوص كثر. وحاول جوزيف براما فعل شيء ما حيال ذلك. وضع في عام 1790 في نافذة محله في بيكاديللي قفلاً مفرداًوكتب عليه تعهد: “سوف أمنح الفنان الذي يصنع أداة تلتقط أو تفتح هذا القفل 200 جينها لحظة إنتاجه.” وكان مبلغ 200 جنيه في عام 1790 يعادل دخل موظف من الطبقة الوسطى لمدة عام. وبرغم الحافز المغري مرت 61 سنة قبل أن يتمكن شخص من إلتقاط قفل براما وقضى الحداد 15 ساعة في صنعه

كان جوزيف براما رجلاً مبدعاً إخترع المرحاض الحديث وقلم الحبر و المكبس الهيدروليكي الشديد الأهمية في الصناعات الثقيلة. ولكي يصنع قفله بكميات كبيرة وبسعر إقتصادي كاف لتوفير الطلب المتزايد إحتاج إلى وسائل لتصنيعه بشكل رخيص. ولذلك وظف شاباً يبلغ الثامنة عشرة من العمر يدعى هنري مودسلي الذي أصبح فيما بعد أحد أهم الشخصيات في التاريخ المبكر للثورة الصناعية

في ذلك الوقت كانت الطريقة المثلى لزيادة الإنتاج توظيف حرفيين مهرة ينتجون كل قطعة على حدة. ولكن ذلك لم يعد نافعاً الآن وكان حل مودسلي إختراع آلة ، آلة تصنع آلة( وفي حالة القفل آلية). وبفضل هذه الآلات الجديدة يمكن صنع الأجزاء المتنوعة بسرعة وبدقة أكبر من الصناعة اليدوية. ويمكن تركيبها سوياً بتعديلات بسيطة. ومع التطوير الكامل للمخرطة الآلية وهي جزء أساسي من أدوات تصنيع الآلات التي استنبطها مودسلي أمكن الوصول إلى دقة 0.0001 بوصة وهي أدق ب 100 مرة من ثاقبة ويلكينسون للمدافع



   نشر في 13 غشت 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا