عندما تشعر بأنك مستنزف .. توقف عن العطاء..
نشر في 03 ديسمبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
التضيحة شيء عظيم جدا، شيء إنما يعبر عن مدى رقي روحك وترفعها عن الوجودية والأنانية، ولكن كما قالوا أنه للصبر حدود، فهو كذلك والتضحية التي تزيد عن حدها تصبح في بعض الأحيان غباء، وأعتذر هنا بالقول بأنك إذا خيبت بعد التضحيات التي لم تكن تحصد مقابلها تضحيات فأنت الجلاد ولست الضحية، وأحيانا كلاهما ..
نصيحتي لك قارئي العزيز قدمتها كعنوان وسأقدمها كعرض للتأكيد .. عندما تشعر بأنك مستنزف توقف عن العطاء، توقف عن كونك ذلك الضحية الذي تخترق جسدها آلاف الرصاصات ومئات الخناجر والسكاكين، يمكنك أن تضحي بشيء بشيئين .. لكن أحلامك حاذر يا عزيزي فمن يكون شريكك في قال حلمك هو قاتل لمستقبلك لا محالة ، كن أنانيا عندما يتعلق الأمر بالمصير فالعمر يمضي وأنت اليوم لن تكون كذلك في المستقبل
تلقى صفعة اليوم ولا تنتظر خنجر الغد .. لا تجعل من نفسك قطعة تبديل عندما تفقد بريق العطاء تصبح بلا فائدة ..
اعطي .. ضحي .. كن طيبا .. لكن لا تكن ساذج لا تعلو بأحلام أحد فأحلامك وحدها من تستطيع التحليق بها ، واجه غصة الصراحة اليوم قبل أن تجد نفسك فارغا، تعذب للحظات لأيام لأشهر لكن لا تفرط فيك لأجل أحد يدعي حبك يدعي أنه يهتم لأمرك وهو في الحقيقة يستغل ما فيك ..
كن قويا لك .. لأجلك .. حارب لأجل أحلامك .. لسعادتك وعندما تشعر بأنك أصبحت مستساغا توقف عن العطاء ..
التعليقات
اعتقد انه حين يركب المرء سفينة التضحية فانه لا يستبعد الغرق ، والغرق هنا ليس انتحارا بل هو احتمال وارد، بحكم فضاء الرحلة ونوع المركبة ، اَي اننا حين نقدم التضحية فلا بد ان نعرف اولا هدفنا منها ، وثانيا ليس بالضرورة ان نتوقع لاجلها اعترافا وعرفانا ، ذلك ان المضحي قد يرش بماء الإنكار، بل قد يغرق في بحر من الجحود والتجاهل . ولهذا لا نستغرب حين نجد ان التضحية ، عند العارفين بها هي نكران للذات ،وإسعاد للاخر ، و يجعلون لها اصولا وتوابث لعل أقواها واجدرها : الحب ،والصبر ، وعدم انتظارجزاء البشر .. وهي صفات شاملة متشابكة غير قابلة للتجزيء ،
من هنا ارى ان مفاهيم :الحذر والأنانية والتوقف عن العطاء وما الي ذلك من المفردات التي اثتت فضاء هذه الخاطرة ، لا تناسب موضوع التضحية، باعتبارها قيمة وفضيلة تعلو وترتفع على اساس النوال والعطاء المستمر ، كالكريم يعطي دون ان ينتظر مقابلا وان كان المقابل علة عطائه لسمي صاحب طمع و مصلحة ... وكالام تضحي بجسدها وروحها ووجدانها من اجل ابنائها. وقد لا تنتظر منهم مقابلا او جزاءا وتستمر في العطاء حتى وإن سمعت أو رأت منهم جحودا .. لان التضحية عندها اقترنت بالحب والاسعاد .وهذا الركن اَي الحب هو الذي يقوي كلا من الصبر ، وعدم انتظار الجزاء من العباد لكن لغاية وطمع في نيل رضا رب العباد .
واعتذر عن الاطناب في الايضاح ..لان الموضوع يغري بالكلام المباح .