بعد مرور عدة سنوات على هذه الحرب الطائفية، سيظهر رجال الدين على شاشات الفضائيات ومقاطع اليوتيوب، ليقولوا لنا ما يلي:

"لقد كانت تلك الحرب فتنة ابتلى الله بها عباده واختباراً وتمحيصاً لإيمانهم.. ونحن كعلماء لم نشأ ايقافها، اذعاناً لمشيئة الله عز وجل، وحفاظاً على (الدين) لكي لا تكون أحكام الشريعة (السمحة) عائقاً أمام (عزرائيل)، يمنعه من القيام بمهامه وممارسة كافة سلطاته..

نعم، هناك الآلاف من القتلى في تلك الحرب، هذا صحيح ولا اعتراض على مشيئة الله عز وجل، ولكن رب ضارة نافعة، فقد كان مقتل كل أولئك سبباً في تحفيز الطبيعة البيولوجية لرفع معدلات الخصوبة لدى الإناث وتطوير أدائهن الجنسي وسلوكهن الانجابي القويم، كما تسبب الأمر (بعد انتهاء الحرب) بحدوث اجماع بين جمهور علماء السنة والشيعة على ضرورة توعية المجتمع بالحكمة الإلهية (العميقة) من إباحة تعدد الزوجات، والحث على زواج الصغيرات من العلماء الورعين الصالحين، وعلى ضرورة نشر واذاعة جداول مواعيد نزول الطمث وانقطاعه في الصحف والقنوات الشرعية، بعد الدراسة العميقة والرصد الشرعي الوثيق لمواقع القمر في القبة السماوية..

أما النازحين والمشردين والمدمرة بيوتهم واملاكهم.. فسيتولاهم الله برحمته ويرزقهم من فضله، لن نكون أرحم بهم من خالقهم..!!

والحمد لله، نحن اليوم بفضل تطبيق نظام النكاح الاسلامي، صار لدينا أئمة وملالي وشيوخ وأمراء مؤمنين وخلفاء وقديسين ورهبان وملحدين وكل الأصناف، التي صارت ببركة الله عز وجل خيرات خيرات..!!- كما أننا ننعم اليوم بنعمة التعددية والديمقراطية في ظل [دولة الخلافة المدنية الاسلامية (دخماس)]..!!

ثم يتمدد أبو قصعة الباذنجاني ولا يبالي..؟!

**

ومن أجل ذلك، نقول أن الكهنوت الديني بكل أشكاله المقيتة، هو الجذر الأول والألعن لكل مصائبنا العربية.. ولنسأل أنفسنا:

متى لم تكن الأنظمة السياسية المستبدة منفصلة عن الكهنوت الديني؟!

لا أظن أننا نحتاج الى التفكير في الإجابة، لأن الواقع اليوم يخبرنا بوضوح عمن يحاربنا بالضبط، ومن يجب علينا أن نحاربه..

يبقى أن نفعل شيئاً.. شيئاً واحداً لا أكثر..؟!