قولي شيء ..
أي شيء .. لكن لا تختبئي خلف ابتسامة مبللة بالدموع؛ لكن لا تدعيني هكذا وحيداً أسير متخبطاً في آلامي .. ألملم ذاتي وأنا أراك تندثرين مع الشمس خلف ظلال المغيب ..
نشر في 23 أبريل 2019 .
أي وجع هذا .. يا إلهي كم كنت أتمزق حين رأيتك ترتمين على وسادتك منكسرةً، تبكين الألم بصمت قاتل!
مابكِ يا صغيرتي .. أي عين هذه التي أصابتكِ فحولت سعادتنا إلى هذا الحزن القاتم المرير. ماذا يفعل المحب يا ترى وهو يرى محبوبه يتلاشى متألماً وليس بيده شيء ..
تهربين من يدي .. من عناقي .. من كلمات الحب، كأنكِ تقولين لي أن هذا الحب هو ما يؤلمك؛ هل فقدتِ بنا الثقة يا ترى؟! هل تخليتِ عن أحلامنا .. هل قتل البعدُ بيننا كل هذا الشوق والشغف !
---------------------------------------------------------------------------
قولي شيء .. أي شيء .. قولي أنكِ لم تعودي تؤمنين بالحب، لم أعد الرجل الذي ترغبين في محاربة العالم لأجل البقاء معه؛ تنهدي .. اصرخي .. عاتبيني على هفواتي، اصفعيني بقوة أيقظيني من هذا الكابوس المريع، أفعلي أي شيء .. لكن .. لا تهربي مني هكذا كطائر مصاب يحتضر بصمت ..
ترقصين على أعتاب قلبي، تختصرين الحديث بابتسامة .. يكفي منكِ أن تقولي ارحل .. لكنني لن أرحل .. حتى لو أقصيتني بعيداً جداً .. لو نفيتني في كوكب آخر، سأبقى هنا، ممسكاً بيدكِ حتى آخر حلم ..
---------------------------------------------------------------------------
قولي شيء .. مهما كان قاسياً، بارداً، قبيحاً .. فجري اعصار حزنك ولأكن أنا المدينة التي تتحمل الدمار، لأنني سأرمم نفسي باحتضانك، لأنني معك سأكون قوياً لأتحمل أعاصير غضبك وجنونك ..
لكن لا تجيبي بالصمت، لا تختبئي بالنوم، لا ترحلي عني ونحن في منتصف الحلم. قولي أنكِ تكرهينني .. مزقي قلبي بأقسى الشتائم، اتهميني بالخيانة، بالإهمال، بالسفاقة والسفاهة والمجون .. لكن لا تتركي قلبي عند مقصلة الصمت يعد الثواني .. يدعو اللحظة التي سيسقط فيها سيف الموت عليه فينهيه .. قولي شيء . . أي شيء!
------------------------------------------------------------------------
يؤلمني البقاء .. ويؤلمني الرحيل .. أن اتخذ ذلك القرار العبثي فجأة، أن أصرخ فيك في عتمة الليل .. أحبني كما أحببتك. أنظر إلي وأنا أتلاشى .. أوقدني فجمري بدأ يبرد وبدأت انطفئ .. يخفيني الوداع .. في كل مرة نلتقي وأتساءل فيها هل سنلتقي من جديد .. وأفتح نوافذ الصباح .. أجدك ممداً بجابني .. تهرب بأحلامك محلقاً بعيداً جداً ..
لماذا لم تعد رائحة القهوة جيدة .. لأنني لم أعد أحب القهوة، لقد اعتدت على شرب الشاي!
لا تعلق بشيء .. لماذا لا تسألني منذ متى وأنا أحب الشاي ولا أحب القهوة؟!
إنه شيء يشبه أن أحبك .. وأن أبتعد عنك!
لماذا لا تسألني لماذا لم أعد أستمع إلى الموسيقا الكلاسيكية، بل أرقص على أنغام كلماتها بلا معنى .. لأنني لم أعد أكتب!
---------------------------------------------------------------------------
لا يعنيك أن أبقى أو أن أرحل .. لا يعنيك إن تغير ذوقي في الملابس، لا تسألني لماذا لم أعد أرتدي ألواني المفضلة الأسود والرمادي، ولا عن الفكرة التي دفعتني لأرتدي قميصاً بنفسجياً لأول مرة في حياتي!
لا تسألني منذ متى وأنا أبقي ستائرنا مفتوحة، ولا عن آخر مرة قرأت فيها كتاباً أو حضرت فيلماً أو حتى زرت صديقاتي!
تهرب مني .. تتجنب ألمي .. تخاف أن أضعف أمامك وأبكي فتضعف مستسلماً لرغبتي في البقاء أو الرحيل؟!
تسألني إن كنت أحبك بعد؟!
إن كنت ما أزال أثق بحبنا؟!
أبكي .. ولا تفهم سبب دمعاتي، تتهمني بعبثية بالاكتئاب، تلقي اللوم على هرموناتي، تصرخ بي كطفل محروم .. قولي شيء .. ولا يسعني أن أقول أي شيء!
رغم أن كل كلماتي مدفونة هناك بين ذراعيك .. لو احتضنتني بحب .. لكنت سمعت قلبي يتلو عليك أوجاعي ..
تتنهد .. تشعل سيجارة .. تتمدد على السرير محتاراً .. ثم تقرر الرحيل .. هكذا ببساطة. تقول بأنك ذاهب في مسير لاستنشاق بعد الهواء ولا تعود. أقلق إن كانت رسالتك القادمة .. ستكون اعتذراً عن الرحيل، أسفاً عن حب لم يكتمل ..
ثم تعود .. وتقول لي بهدوء .. قولي شيء .. أي شيء ..
أحبك .. هذا كل شيء! .. ولا أقول بعدها شيء!
التعليقات
أحسنت ..رائعة كلماتك و الله ...
أبدعت في كل كلمة قلتها ..دام إبداعك ♡