عندما قدمت مساهمتي في محاضرة بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة في عام 2001، حول معالم العولمة شرحت كيفية نسج عنكبوت العولمة شباكها حول العالم و طبعا خلصت إلي انه بقدر ما سيستحسن تقارب المسافات و تداخل المصالح و الإستفادة من التنقل البشري و سرعة وصول المعلومة و تشكل جزر المعرفة عبر المحيطات و البحار بقدر ما سيحرص الرأسمال و الولاء الصهيوني علي الإيقاع بنا في فخ التعاون من خلال الأسهم و أوراق السندات و جنون العظمة لملوك و حكام العالم العربي.
جميعا سعدنا بالأنترنت كم سهل علينا التواصل و الإستفادة من تجارب الغير و قلة منا مثل جوليان أسانج إنتبهوا أن الطرقات السريعة التي دشنها نظام الشبكة العنكبوتية الذي ربط شعوب متخلفة بنسق تطور مادي لا يعترف بدين و لا بإله أفضل وسيلة تجسس و النتيجة حصلنا علي شباب جزائري يطعن في الظهر دولته عبر صفحات الفيسبوك لمجرد أنه لم يحقق أحلامه الأنانية ...
حقا نجح في كل مرة الصهاينة في تفخيخ وجودنا منذ عصر التوسع الإستدماري و الغزو المباشر و الآن نعيش مرحلة ما بعد العولمة و الذي جسده بإمتياز قدوم إلي الحكم دونالد ترامب المعادي الشرس للعولمة.
لا يكره و اليمين الأمريكي شيء مثل كرههم للعولمة التي إنقلبت علي المارد الأمريكي الرائد...
أذكر بدايات عهدته و تصريحاته النارية ضد العولمة و كيف انه هو الإنعزالي يمقت كل شيء خارج حدود بلده العظيم فكرجل أعمال أمريكي وطني هو غيور علي سيادة بلده و مصلحة شعبه اولا و أخيرا و ليذهب العالم إلي الجحيم...
سبحانك يا رب أنت المدبر العليم القدير الحمد لله عدنا إلي رشدنا و همنا الآن طي صفحة العولمة بأخلقة المجتمع الجزائري لنذهب إلي نهضة حضارية تضم كل من يريد الإنضمام إلينا.
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة