المتخصصين فى دراسة الفلسفة وعلوم الدين بشكل عام لو تعمقوا بيكتشفوا ان البشرية كلها ماهى الاّ انعكاس لحقيقة واحدة والاديان كلها ماهى الاّ صور لدين واحد فى الاصل ولكن بعضها اخذه التحريف؛ وكل مجتمع وحضارة تؤثر على نمط ذلك الدين فى وجدان وممارسة كل شعب مما يشكل نماذج مختلفة للتدين وطرق متعدده تشكل مذاهب فيما بعد ؛ويتغير بالسلب او الايجاب اصول كل دين حسب طبيعة معتقديه وتراثهم الفكرى بمعنى ادق "المجتمع وعاء للمعتقد يؤثر في شكله مثلما يتأثر به" وتأثيرهم على الامم الاخرى يكبر ويقل تبعاً لقوة حضارتهم التى تقوى بالتبعية الدين الذى يعتقدوه؛ كما ان التبديل والتحريف كما هو الاقتتال والصراع من طبيعة المجتمعات البشرية وتصارع السيطرة والمصالح لا من جوهر الاديان ..
- من وجهة النظر الاسلامية فان العلم والعقل والتفكير المنطقى سيصل بك حتماً للايمان بالله لكن وقتها سينقصك الطريق وهنا يأتى دور "الوحي" ليتدخل ويرسم منهجك الدينى وسلوكك الاخلاقى ومناسكك التعبدية وكل ذلك يسمى لدينا بـ "الشريعة" ( ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيءٍ وهدى ورحمة) [ النحل 89].
بالتالى اى تشابه بين الاديان نابع من كون مصدرها الاول واحد وهو "الله" ومن ثم خرجت منظومة القيم الاخلاقية متاشبهه وكذلك بعض تفسيرات التشريع والوجود والبعث بعد الموت لكن ظل الاختلاف الجوهرى فى مدى التطبيق الصحيح للمنهج الاول "الشرع" كمعيار للحكم على اتباع كل دين ؛بجانب مصداقية اصول ذلك الدين من ذاك وكيفية تطوره عبر رحلة الايمان به فى بيئته ومع الامم الاخرى ؛فان كان دين قويم لن يؤثر فيه التحريف ولن يخالف العلم والمنطق العقلي ولن يؤثر بالسلب على الانسانية والكون ؛وان حدث له عكس ذلك فهنا يأتى تفضيل دين عن اخر واندثار دين وانتشار اخر..
-فى فيلم قصة الاله يخوض "مورجان فريمان" رحله شيقة يتنقل فيها بين البلاد والحضارات ليبحث عن اسئلة محدده مثل ماهو مصدر الدين ؟ المشترك بين الديانات فى العالم؟ من اين اتى الخلق وكيف وجد الكون والى اين سينتهى الانسان فى رحلة مابعد الموت ؟ واسئلة اخرى عديدة يكمن فيها تشكل وعي الانسان من البداية للنهاية وبمختلف أنماط تدينه ؛لكن مالفت انتباهى فى الحلقات الوثائقية الشيقة واردت ان اشارككم به يتلخص ف الاتى..
- احترام عقائد البشر والتفكير فى القواسم المشتركة لتعاون حقيقى بين بنى الانسان
- لا يوجد صراع وجودى بين الاديان خصوصا الثلاث الابراهيمية (الاسلام واليهودية والمسيحية) انما منبع الصراع هو بشرى يختص بالثروات والمصالح وأدلجة التدين!
- من العظيم ان نرى #مصر موجوده باستمرار كارض الدين الاول والاديان الثلاث ولعله من الممكن اختصار الفيلم كله فى مصر كأرض احتوت على المنبع الجوهرى لكل الاديان سواء بالفكر او الوحي او الحضارة او مستوى التطوير والاضافة لنمط كل دين فاليهودية والمسيحية والاسلام وحتى فلسلفات الديانات الوثنية فى الشرق كله ؛كانت قبل دخولها مصر ليس كما بعدها! ومن هنا يتأكد لديك - معنى عظمة مصر كحضارة تأتى من قيمةما اضافته للبشرية لاهم اعمدة تكوين اى حضارة "الزراعة - الدين-الفكر- العلم- الفن"
- السفر والاحتكاك بثقافات التدين عند البشر يوصلك لجزء من حقيقة المعتقدات ولحقائق الكون ولمعرفة انفسنا والعالم ويجيب عن اسئلتك الكبرى وهذا نفس المعنى لقوله تعالى (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) [ العنكبوت 20] .
- فكرة #الصهيونية تم خلطها عمدا فى الفيلم من السيطرة اليهودية على القدس لحق هيكل تاريخى كان هناك من 900سنة! وعلى الرغم من تأكيد السيناريو بان المدينة تحتوى على نفس القداسة والاماكن الدينية للثلاث اديان الاّ انه لم تبرح صورة الاحتلال وعلمه الاسرائيلى ان تفارق الشاشة ابداً حتى عندما اختص بالحديث عن كنيسة القيامة وقبر المسيح!رغم تأكيد مورجان فريمان بان اليهود سيطروا ع القدس فقط من 1967 وان عمر اسرائيل فقط70عام ؛وان رؤيتهم لنهاية العالم ببناء هيكلهم الغابر هو باب للصراع وليس احلال السلام!
- اتفاق العلم مع رؤية الاسلام لبداية الكون ولنهايته.
- سيحلق بك الفيلم فى افكار متعدده وستيقن بان لا سبيل لحسم العلم لقضية عبادة الله والتدين بشرع وفصل مابعد الموت ؛باختصار هذا ليس مجال العلوم بل مجال الروح والفكر وتجربة الانسان عبر التاريخ وفى كل الامم تؤكد بان هذا الدور الالهى اكبر من العبث واشد تعقيدا من الاستهتار به ؛واعلي تأثيراً من محوه بعبارات اسطورية او تحليل الحادي.
-من يشاهد الفيلم ستضاف اليه معلومات ويشعر انه كان يجوار الساحر "مورجان فريمان" فى رحلته المثيرة ؛ولن تقلق من فتح ذهنك للفلسفة والاسئلة الكبرى لان المعرفة تستحق متعة البحث عنها ؛وسيعطيك الفيلم قيمة راسخة تسمى "الاحترام" ستحترم جميع معتقدات البشر مهما خالفتها لانه ببساطه هذا الطريق الذى عرفوه هم واختاروه للوصول لله كما اخترت انت!
-طوال الرحلة لم يجيب العلم وتاريخ الحضارات عن السؤال الاول ماذا قبل خلق الكون وماهى الروح؟! وهنا يأتى دور الوحي .. "( ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم ...) [ الكهف 51 ]
"ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا" (الكهف)
-
أميرة أبو شهبةباحثة فى الفلسفة والتاريخ
التعليقات
شكرًا لك