سمعت أحدهم يقول : إن ما تفعله الفسيفساء يشكل ويتبلور وبالتالي يترسب في بوتقة المجتمع . انتهى كلامه حفظه الله أنا أسال القراء الكرام فاهمين شيء من كلامه ؟! الحقيقة حتى انا لم افهم!!!
والحقيقة المرة أنه لم يصل إلى مدارك أمثال هذا إن العلم له مقاصد (أهداف) بالتأكيد ليس منها المسخ الذي هم عليه بل من مقاصده وبدون أدنى شك التسهيل والتوضيح وفك الرموز والحصول على إجابات شافية لعلامات الاستفهام وسهولة الوصول أما التقعر والتعقيد وجلب المصطلحات من هنا وهناك فيعتبر استعراض عضلات ممقوت يكشف عن بنية ثقافية هزيلة وليس من العلم في شيء.
لنلقي نظرة سريعة على نماذج حية لمن ارتقوا من العلم والشهرة مرتقا صعبا ونرى كيف يتحدثون وأي أسلوب يختارون على سبيل المثال الدكتور فاروق الباز موظف ناسا ومحدد مواقع هبوط المكوك على سطح القمر عندما تستمع اليه تجده يتكلم بلغة يسيره وسهلة يفهمها العامي قبل المتعلم كذلك جراح القلب الأول على مستوى العالم الملقب بصاحب الأصابع الذهبية البروفيسور مجدي يعقوب ومن مثقفينا الدكتور الراحل غازي القصيبي والدكتور محمد عبده يماني والمخضرم الذي أمضى قرابة 24 سنة كوزير للبترول في المملكة العربية السعودية أحمد زكي يماني أيضا الدكتور مرزوق بن تنباك وغيرهم كثير مفكرين ومثقفين وساسة ومسؤولين اعلام يشار اليهم بالبنان تجدهم جميعا يحرصون على تجنب الطلاسم في احاديثهم وهذا سر من أسرار شهرتهم ووصولهم للناس . أما من يتحدثون بلغة فوقية متعالية ويتعمدون التشدق بالكلمات الاشبه بالأحاجي ويحرصون على الديباجات النمطية المملة فهؤلاء ليسوا متعلمين بل نستطيع أن نطلق عليهم وبدون أي خجل أنصاف متعلمين.
-
فيصل محسن سعيدكاتب هاوي