يتقصي الطرقات الوعرة و هو تائهآ بين دروب اوهامه.. تحل عليه لعنات افكاره التائهة التي تقوده الي الهاوية..
لاذلت صورة المرأة البدوية الغريبة التي اوقفته رحلته البرية قابعة في ذهنه.. اعطته في كفيه تلك الميدالية التي لا يزال يحتفظ بها حتي تلك اللحظة و هي تطلب منه البحث عن نفسه..
بات آمر تلك المرأة عجيبآ خاصة مع سؤالها المريب.. نظر الي داخل الميدالية كانت عبارة عن مرآة ينعكس فيها صورة الرائي العجيب في الامر ان صورته تتبدل كل لحظة.... !!!!
بات امر المرآة سخيفآ و غريبآ في آن واحد يتوارى اسفل الشجرة و قد استبد به الغيظ ينظر في المرآة فيري صورة ذئب غاضب!!! ..
يستند رأسه الي جذعي الشجرة و هو يشعر باليأس و الوهن.. يغمض عيناه و قد غافله النوم.. حين تترائي امام عينه صورة الرجل العجوز...
بات العجوز الحكيم يربت علي كفيه ان يستيقظ من نومه.. ليفتح عيناه للتأكد ان ما تراه عيناه حقيقة...
اذبهلت عيناه بتعجب ينظر اليه بامعان و قد علي نبض قلبه و توردت وجنتيه و هو ينتظر منه الجواب...
كان العجوز الحكيم رجل تكسوه شعره الشيب وقور الهيئة يستند علي عصا خشبية ينظر اليه نظرات جللة ثم يبادره بالجواب :
مرحبآ يا ولدي اتريد ان تعرف من انا.. انا حكيم الميدالية ...
ماذا اطلعني عنك اكثر يا رجل....
هل تذكر تلك الميدالية التي اعطتك اياه المرأة البدوية.. كما ترائي الي اعينك بداخلها مرآة عندما تنظر اليها في كل مرة بامعان ستري جانب متواري من جوانب نفسك و انا هنا لمساعدتك...
انا حائر فعلا بامر تلك الميدالية لكن ما علاقتك بالمرأة لم افهم...
انا حكيم المرآة يا رفيق انا من يساعدك علي ان تري الصورة الحقيقية لنفسك...
انا تائهآ عن نفسي يا رجل انا حقآ بحاجة لمساعدتك..
لا تقلق سأكون معك.. الخطوة الاولي اذا عن وجهك كل آفات التجمل.. كن صريحآ مع نفسك حتي تري الحقيقة يا ولدي..
انا حائرآ بشدة يا رجل.. اعتزلت الحياة منذ زمن بعيد.. لم اعد احتمل آفات البشر يا عزيزي..
اقصص لي يا ولدي و افرغ شحناتك السلبية من روحك...
هل تصدق يا رجل زوجتي المصون العفيفة قتلتني بدس السم في طعامي.. الد بها الطمع و الجشع و اوهمها عشيقها ان تقتلني ليفرا هاربين باموالي..
و ماذا جري بعدها يا ولدي...
لا ادري يا شيخ كنت اشعر بثمن شيئآ ما لكنها تلك اللعوب كانت تبكي بعد وفاتي امام الناس و هي تضحك سرآ لما آل لها من الميراث و العشيق.... اراها و هي تهرع الي عشيقها فرحة بما كل ما آل لها تعرف اكره تلك اللعوب اذاقتني في الدنيا الهوان ثم تستمتع بنقودي الان..
هي امرأة لعوب لا تستحق...
اتمني لو افصل رأسها عن جسدها....
انظر الي المرآة اذن....
ماهذا الذي اراه كيف فصل جسد المرأة عن رأسها...!!
كانت المرأة تعد الطعام حينما باغتها العشيق بالسكين و هو يصرخ :
هل تظني ان آمن لكي بعدما قتلتي زوجك...
تتسلل دمائها من رقبتها الي الارض رويدا و هي تخمد انفاسها حتي سكنت علي الارض هامدة بلا حراك....
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب