الاستشعار عن بعد، Remote Sensing ، تعبير يُطلق على العلم والتقنية التي تجمع المعطيات والمعلومات المأخوذة من صور الأقمار الصناعية والفضاء الخارجي أو من مسافات بعيدة وتفسرها، باستخدام طرق متعددة.

الهدف الأول للاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية هو تمكين الهيئات المسؤولة عن التخطيط في دولة ما من إدارة مواردها الطبيعية واستخدامها بشكل فعال، فهي وسيلة أسرع وأدق وأقل تكلفة من الأساليب التقليدية في جمع المعلومات وتحليلها وتصنيفها، وتقديم الخدمات لمستخدميها، وهو أكبر التطبيقات الفضائية وأكثرها وعداً بالآمال لمستقبل البشرية، من خلال ما تعد به تقنياته من تمكين الإنسان من البحث عن الثروات الكامنة في باطن الأرض والمحيطات وحتى الأجرام السماوية واستخراجها وإعادة تشكيلها بما يلبي احتياجاته .

وتتركز أهمية الاستشعار عن بعد، كما صور الأقمار الصناعية في استكشاف الموارد، من ماء، ومعادن، وغطاء نباتي، وتربة، وما تحت التربة، وتسجيل التغيرات التي تطرأ على هذه الموارد، سواء كان هذا التغير ناتجاً عن الإنسان أو عن الطبيعة ورصدها وتسجيلها، بهدف التنبؤ بالتغيرات، التي تحصل أو قد تحدث، مثل الجفاف والفيضانات، والتصحر، وتآكل الشواطئ، والتلوث، واكتشاف موارد جديدة واستغلالها، وإعطاء المؤشرات لتخطيط حركة العمران .

وباستخدام هذه المعلومات أيضا فإن المشروعات الكبيرة، ذات التأثير في البيئة، مثل إنشاء السدود، وحفر القنوات، وإنشاء البحيرات الصناعية، أو تجفيف البحيرات الطبيعية، واستغلال المناجم، يمكن أن تدرس في ضوء تكاملها مع البيئة المحيطة وتأثيراتها بعيدة المدى، كما يمكن متابعتها بحيث تعالج آثارها في إطار متكامل.

وللاستفادة من هذه التطبيقات وقع مركز محمد بن راشد للفضاء عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع جهات محلية معنية بينها موانىء دبي العالمية وبلدية دبي يقوم مركز محمد بن راشد للفضاء بمقتضاها بدراسة واعتماد وتوفير متطلبات تطبيقات الإستشعار عن بعد والصور الفضائية عالية الجودة.

وبالفعل بدأ مركز محمد بن راشد للفضاء دراسة لتحديد إحتياجات الدوائر المحلية والمتعاملين الخارجيين من الصور الفضائية للقمرين الصناعيين "دبي سات-1" و"دبي سات-2" والأقمار المستقبيلة لإستخدامها في مجالات تطبيقات الإستشعار عن بعد، والتصميم والتحليل الجغرافي ومراقبة التطور العمراني، توزيع وتصنيف الغطاء النباتي، الموارد المائية، التطبيقات البيئية، مراقبة الشواطئ، والتلوث، وغيرها.

ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء تزويد المتعاقدين، عند الحاجة أو الطلب، بصور فضائية متعددة الأطياف (Multi-Spectral) وصور بانكروماتية ( (Panchromatic مصححة وعالية الجودة والدقة (Pixel Resolution) وبنظام الإحداثيات المعتمد لديهم.

وقال سعادة يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء إن الشراكات الإستراتيجية الهادفة الى تبادل المعرفة والمعلومات والبيانات والخبرات وخدمة القطاعات الحيوية والتنموية، تمثل عماد وركيزة استراتيجة مركز محمد بن راشد للفضاء، ونلتزم بتسخير التطبيقات والممارسات التي توفرها أقمارنا الصناعية وتطبيقات التصوير الفضائي والصور الفضائية عالية الجودة والاستشعار عن بعد، لخدمة كافة المشاريع التنموية، وفقاً لتوجبهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء المشرف العام على كافة مشاريعه وخططه الاستراتيجية والتطويرية.