من يعتقد ان داعش جاءت بصدفة فهو مخطئ ، او ان فرضية مؤامرة تم فرضه بقوة على شعوب منطقة فهو اغلب الظن مخطئ ، لا ابدا لم يكن اي شيء عبثا او تم فرضه علينا بقوة ، لان الزرع ؛ لا ينبت بدون تربه ، ولا يستطيع السمكة السباحة في سماء الزرقاء ، كل شيء يحتاج الى عامل مساعد وعامل المساعد الذي اوصلنا الى ما وصلنا اليه هي افكارنا .
مشكلتنا في افكارنا ، افكارنا التي تؤمن ان خليفة لا يخطئ ، ولا يجوز الخروج على الخليفة ، وكذلك الكثير يؤمن ان عالم دين معصوم عن خطأ ، وانه انسان بثوب ملاك مقدس ، ترسخه في عقولنا العبودي والطاعة للصنم الواحدة ، وكذلك هذا لم يأتي عبثا ان تزرع بذور السجود والركوع والخنوع للصنم الواحد ليس بسهل ولكنه لم يكن بمستحيل ، حيث ساعد استعمار ، ومن بعدها حكومات الدكتاتوري المتعاقبة من خصوبة تلك التربة ، ليأتي اعلام ويمارس دوره امطار لكي تنبت تلك البذور في افكارنا ، حتى اثمرت ثمارها ، ليأتي من بعدها من يحصد تلك الثمار ويستغله احسن استغلال .
على مر العقود تم تكتيم كل افكار التي تدعو الى تحرير افكار من كل قيود ، تخيل ان يدخل خروف اسود بين الوف من خرفان البيضاء التي ترفض اختلاف ، وتؤمن بسيادة الون الواحد سوف يأتي يوم وتقدم الخروف اسود للجزر كقربان ، لكنه لا تدرك ان جزار الذي يقدسونها سوف يذبحهم كلهم وقت حاجة .
العالم العربي المتمثلة بضمير نحن ، انقسما تفكيرها ، بين من يؤيد اصحاب الون اسود ومن يؤيد الون ابيض ، وصاحب الفكر الحر الذي يقول ان ابيض واسود كليل ونهار ما جاء الا ليكمل احدهم الاخر ، لا نحن نستطيع العيش في عتمة الظلام ولا نحن نفضل البقاء في نور ساطع .
لقد مرة الامه بكثير من استعمار واحتلال واستغلال الثروة ، لكنه لم تدم كله طويلا بفضل جهود من سعى الى تحرير وطرد كل غازي معتدي ، لكننا في معركتنا ضد كل طغاة نسينا ان معركة الكبرى التي تحتاج الى تحرير هي افكارنا ، فما كان منا الا ان نطرد الغازي المعتدي الخارجي لنضع بدله محتال وقاتل معتدي محلي ، فما تغير من واقع حال شيء ابدا ولكن على عكس في حين نحن في انتظار نتائج التحرير التي كنت نعول عليه بمستقبل اكثر اشراقا حتى جاءت صدمه في وضع اكثر سوءا ومستقبل مجهول .
داعش وكل ما يجري هي بسبب افكارنا التي جعلت من اختلاف نقطة بدأ للقتل وترهيب ، نحن لم نحارب افكار حقد والكراهية في عقولنا ونفوسنا التي استغلته داعش وكل من جاء بهم كنقطة انطلاق لدمار والخراب في بلدننا ، نحن الان احوج ما يكون الى تحرير عقولنا وتطهير نفوسنا .
-
Ashraf ALrekanyانسان يعشق الكتابة , ومغرم بقرأة الكتب.