اشعر بالنعاس، جفناي متهالكان من فرط التعب، ولكنني مازلت أشعر بنشاطٍ في روحي عيناي لازالتا مصرتان بأن تكملا قرءاة روايتي البوليسية المثيرة، أشعر بروحي كطفل مختبئ داخل صندوق يترقب أحداث الرواية و لكن ذلك الصندوق البارد يعيقه من متابعة دفء تلك الأحداث، كجسدي المتهالك، والتعب، أنه لمن المثير للسخرية أن يعيق الجسد الروح بسبب ضعفه فالجسد عبارة عن مادة والمادة تتأثر بمؤثرات الطبيعه وتتهالك، أما الروح فلا يمكن أن تتعب فهي ليست مادة ولم تخلق من طين، الروح قويه جداً ولكنها تنكسر، فهذا هو الفرق بينها وبين الجسد، فالجسد يتعب ويستعيد طاقته ليعود جديداَ، أما الروح لا تتعرض لهذا التعب واذا ما جرحت فهي تنكسر، تذوي تماما ، فلا يعود الجسد قادراً على حملها ويذوي معها، فانكسار الروح يعني انكسار الجسد والعكس ليس صحيحاً أبداً، فالجسد قد يذوي ولكن روحه تستطيع أن تشع داخله وتشفيه، فهي كالشمس التي تدور حول الأرض، تغيب فيغيب النور عن الأرض وتشرق صباحاً لتعج الارض بالحياة،
هكذا أنا جسدٌ مهلك وروح مشعه لازالت تقاوم داخل ذالك الصندوق.
فكم من ارواح كثيرة محتجزة بداخل اجساد ميته، ولكنها لازالت متفائله و مشرقة، رغم كل ذلك وكم من أرواح تشائمت وفقدت الامل من الخروج من ذلك السجن، فهي ترى ان سعادتها بتحررها ، لم تعد تتحمل أن تحتجز، لم تعد ترضى أن يعذب نقائها بداخل جسد محدود القوه، ذلك هو ما يسمى الانكسار، روح طاهرة لم تعد ترضى بالاعتقال.
التعليقات
قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا (84)
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)
وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) الاسراء .
كلامك جميل ، حقيقة الروح من الله والجسد من التراب ، ولهذا يتعب الجسد اكثر فهو يتفاعل مع الحرارة مع الماء مع الذبذبات الصوتية ، مع البرودة .