جمال قارصلي لـ"صدى الشام": عملنا الشاق كمعارضة سورية سيبدأ في مرحلة ما بعد إسقاط النظام - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

جمال قارصلي لـ"صدى الشام": عملنا الشاق كمعارضة سورية سيبدأ في مرحلة ما بعد إسقاط النظام

  نشر في 10 ديسمبر 2015 .

سلط عضو المكتب السياسي في الجمعية الوطنية السورية، والعضو السابق في البرلمان الألماني، جمال قارصلي، الضوء على عمل الجمعية الوطنية، مشيراً إلى أن المؤتمر الوطني العام الذي يتم التحضير له سيخرج بخارطة طريق باتفاق جميع المكونات السورية. كما وتطرق خلال حديثه الخاص بـ"صدى الشام"، إلى التغيرات الجديدة في السياسة الألمانية تجاه استقبال اللاجئين السوريين.

- ما يميز الجمعية الوطنية السورية عن غيرها من الكيانات الثورية السورية هو الاهتمام بالأقليات السورية، أليس كذلك؟

نحن في الجمعية الوطنية نلاقي انتقاداً لأجل ما تحدثت عنه، لأن فلسفة عملنا مغايرة لطريقة عمل الآخرين. عندما تم تشكيل المجلس الوطني، أو الائتلاف، حصل ذلك بالأسماء التي حضرت، لكن في الجمعية الوطنية كان توجهنا نحو المجتمع السوري، نحو الأرضية والقاعدة الشعبية. أي بمعنى أوضح، نحن اتجهنا إلى مكونات الشعب السوري. وما يهمنا أيضاً هو إعطاء أجوبة للدول التي تقف إلى جانب الثورة السورية، على سؤالهم المتكرر حول مصير الأقليات السورية، مع تحفظي على هذا المصطلح.

لدينا كمجتمع سوري، وأقول هذا وكلي أسف، أحكام مسبقة بين المكونات السورية. ومثال ذلك اتهام المسيحيين بالتبعية للغرب، واتهام الأكراد بالانفصال، واتهام التركمان بالتبعية لتركيا وو... هذه الأحكام المسبقة غير صحيحة، ولذلك نحن نعمل على تبيان هذا الموضوع.

النظام منذ بداية حكمه للبلاد اشتغل على موضوع الأقليات، وسوق نفسه للغرب على أنه حامي هذه الأقليات، ولذلك عمل على مدار سنين حكمه، على زرع فقدان الثقة بين مكونات الشعب السوري. لذلك نحاول في الجمعية الوطنية إعادة بناء هذه الثقة. وأول لقاء لنا كان مع المكون الكردي، وحضر اللقاء كل الأحزاب الكردية باستثناء بعض الأحزاب المتطرفة، ومنها حزب الاتحاد الديمقراطي. وعليه، أؤكد لك هنا على أن الغالبية العظمى الكردية لا تفكر بالانفصال.

- لكن أليست لحزب الاتحاد الديمقراطي الكلمة العليا في الساحة الكردية في الوقت الراهن؟ وهذا ينطبق أيضاً على المؤتمر الذي جمعكم بشخصيات علوية سورية، والبعض هنا قد يتساءل عن حجم حضور هذه الشخصيات على الساحة العلوية على سبيل المثال؟

صحيح. نحن أجرينا لقاء أيضاً للمكون العلوي ولأبناء جبل العرب الدروز والايزيدي والتركماني والأشوري السرياني، ونحن ننظر في الجمعية الوطنية إلى أن الطائفة العلوية هي مكون أصيل وأساسي للمجتمع السوري. ونحن نعرف أن العلويين رهائن بيد النظام، وندرك أن هنالك عدد كبير من الأخوة العلويين غير موالين للنظام.

لنكن واقعين، كثير من أهلنا أو الشعب السوري، شئنا أم أبينا، كانوا ولازالوا رهائن بيد النظام، ولذلك ندعو في الجمعية الوطنية إلى التسامح والعفو، ومن ثم نبحث عن طرق للم الشمل.

قارصلي: الطائفة العلوية هي مكون أصيل وأساسي للمجتمع السوري، إلا أن أبناءها رهائن بيد النظام.

- هذه الدعوة للعفو تشمل أيضاً من تلطخت أيديهم بالدماء؟

كل من ثبت تورطه بالدماء يجب محاسبته. نحن نرفض قيادة الأسد وعصابته القاتلة للمرحلة الانتقالية لأن وجودهم ليس داعما لسوريا المستقبل، ولأنهم بذاتهم جزء من المشكلة.

- بالعودة إلى الأقليات السورية، أو المكونات السورية كما تحب أن تسميها، قد يقول قائل أن مؤتمراتكم تعمل على توسيع الشرخ الطائفي بين الطوائف السورية؟

حتى نوضح أكثر: هدفنا هو عكس ذلك. خلال اجتماع الجمعية السورية بكل مكون على طرف، كنا نسألهم عن تصورهم حول سوريا المستقبل، ونقول لهم إن كان تصوركم يتناسب مع وحدة سوريا أرضا وشعبا وترون سوريا وطنا نهائيا لكل السوريين، فنحن إلى جانبكم. والمكونات الأخرى أيضاً ستقف إلى جانبك. لكن لنا رجاء عندكم وهو بأن تدركوا بأن هنالك مكونات أخرى وشركاء لكم في الوطن، وحريتكم تنتهي عندما تبدأ وتمس بحريات وحقوق الآخرين. وبعد الانتهاء من اللقاء بكل المكونات سوف ندعو إلى مؤتمر عام، للتوفيق بين التصورات، وحينها سنخرج بوثيقة أو خارطة طريق لسوريا المستقبل.

أستطيع أن أجزم أن كل من جلسنا معهم كانوا سوريين بامتياز، وأغلبهم يفكر بسوريا قبل التفكير بالمكون الذي ينتمي إليه.

- لماذا لم تشركوا المسيحين على اعتبارهم جزءا من المكون السوري؟

نحن نعمل على ذلك. الكل يعلم كم هي الصعوبات المرافقة لتنظيم المؤتمرات، ونأمل أن يكون المؤتمر قريبا. نحن نعمل على مؤتمر للعشائر، وقد يكون هنالك مؤتمر للشباب السوري أيضاً.

- لماذا اخترتم إسبانيا كمقر لعقد مؤتمراتكم، ولماذا لم تختاروا تركيا على سبيل المثال؟

لقد عقد أول لقاء للمعارضة بحضور حوالي 60 شخصية في مدريد، وحينها جاء الطرف الإسباني وقال لنا لطالما أن عملكم هو من أجل توحيد صف المعارضة السورية، فنحن مستعدون أن نوفر لكم الأجواء المناسبة لتنظيم مؤتمرا أكبر في قرطبة. ويعرف الجميع أن لقرطبة مكانة خاصة لدى العرب والسوريين خاصة، على خلفية علاقة قرطبة بدمشق وسوريا مع الأندلس والحنين إليها. وحينها تمت تسميتنا بمجموعة عمل قرطبة.

لنتحدث بصراحة.. الطرف الإسباني وقف إلى جانبنا، وهو يقدم لنا التسهيلات المتعلقة بتأشيرات السفر وغيرها من الأمور اللوجستية.

- مقابل هذه التسهيلات، هل تملي الحكومة الإسبانية عليكم أجندات ما؟

لا أبداً. حضور الحكومة الإسبانية يكون مقتصراً على حضور الافتتاح، وذلك لاحظناه من خلال حضور وزير الخارجية، أو نائبه أو مسؤول الشرق الأوسط.

- خارج إسبانيا، من هي الأطراف الدولية الداعمة لعملكم؟ أو بصيغة أخرى، من هي الأطراف التي تعهدت لكم بتنفيذ خارطة الطريق التي تحدثت عنها، في حال خرجت بها الجمعية الوطنية السورية؟

لا نحتاج إلى ضامن، نحن نحتاج إلى بعضنا كسوريين فقط. وأقول لك، نحن نعمل بتمويل سوري، من رجال أعمال سوريين. نحن نعوّل على الجيش السوري الحر، وعلى الثوار المتواجدين على الأرض.

- لكن هل تنكر أن حل المسألة السورية صار بيد لاعبين إقليمين ودوليين، أكثر مما يكون بيد السوريين أنفسهم؟

صحيح ذلك، لكن السياسة هي فن الممكن، ونحن نعمل على هذا الممكن فقط. هدفنا هو العمل على التقرب من الأنظمة التي لها تجارب سياسية ناجحة للاستفادة منها في سوريا المستقبل، وأحد قرارات مؤتمر قرطبة هو إرجاع القرار إلى الداخل السوري.

- هل وجهت لكم الدعوة من المملكة العربية السعودية لحضور مؤتمر المعارضة المزمع في مدينة أبها؟

نحن لم نتلق دعوة كجمعية وطنية، ولكن تم توجيه دعوات إلى بعض الشخصيات الفاعلة في الجمعية الوطنية. أنا أرى في هذا المؤتمر فرصة جيدة وخطوة جيدة لتوحيد عمل المعارضة، وما يهمنا هو الخروج بصوت واحد للتفاوض مع النظام على بدء المرحلة الانتقالية.

- إذن أنت متفاءل بمؤتمر أبها؟ وفق منظورك الشخصي هل سيمهد مؤتمر المعارضة هذا إلى بداية الحل، وخصوصاً أن البعض يرى في هذا المؤتمر فرصة أخيرة أمام المعارضة السورية لإثبات وجودها؟

أتمنى أن يكون المؤتمر الأخير لتشكيل الجسد الذي سيفاوض لبدء المرحلة الانتقالية، وعلى زوال النظام. ولكن للأسف، أنا أتصور أنه سيكون هناك لقاءات كثيرة، وطريقنا سيكون طويلا.

قارصلي: سيكون هناك لقاءات كثيرة بعد مؤتمر أبها في السعودية، وطريقنا سيكون طويلا.

- طويل إلى متى أستاذ جمال برأيك؟

قُرر في مؤتمر فيينا في شهر حزيران 2016، أنه الخيار سيكون بين حكومة انتقالية أو هيئة حكم انتقالية. نحن نصر على أن تكون هيئة حكم انتقالية، وبعد هذا التاريخ سيكون هنالك عام كامل قبل تهيئة الدستور وصولاً إلى الانتخابات البرلمانية.

- علاقتكم جيدة بالائتلاف الوطني وبالمجلس الوطني، وظهر ذلك من خلال حضور أمين عام الائتلاف السابق، الدكتور نصر الحريري، لمؤتمر التأسيس الأخير للجمعية الوطنية السورية في مدريد، السؤال هنا ما رأيكم بعمل الائتلاف؟

أنا خارج الائتلاف والمجلس الوطني، ومع ذلك حين شكل الائتلاف قلت على الفور إن الائتلاف يمثلني. هدفنا هو جمع المعارضة، نحن لنا رؤى وقواسم موحدة، هدفنا الراهن هو العمل على إسقاط النظام، فلندع الخلافات الثانوية ولننحيها جانباً.

دعني أشير إلى نقطة هامة، لم نباشر بعد عملنا الشاق كمعارضة سورية. وبرأيي عملنا سيبدأ في مرحلة ما بعد إسقاط النظام، بدءاً بإعادة الثقة بين مكونات المجتمع السوري ودعم روح التسامح فيما بينها، إلى تحول المجتمع وكيفية إبعاد المجتمع عن العنف، وغيرها من الأمور الاقتصادية والاجتماعية.

- هل تتواصلون مع الروس في الجمعية الوطنية السورية؟

روسيا الشعب هي بلد صديق، لكن الرئيس الروسي عوّل على طاغية وديكتاتور، ونسي صداقة الشعوب. الشعوب هي التي ستبقى والحكام سيرحلون. المقاتلات الروسية تقتل المدنيين بحجة قتال الإرهاب.

- بالانتقال إلى موضوع آخر مغاير تماماً، إلى موضوع اللاجئين السوريين في أوروبا عموماً وألمانيا تحديداُ، وكونك عضو سابق في البرلمان الألماني وخبير في شؤون اللاجئين، ما حقيقة القرارات الألمانية الجديدة بشأن عدم منح اللاجئين السوريين الإقامات الدائمة؟

نعلم أن هنالك حوالي 6 مليون سوري غادروا سوريا، 38% من هؤلاء موجودون في تركيا، و16% في لبنان، و14% في الاردن، وكل اللاجئين السوريين الذين قدموا إلى أوروبا لا يشكلون إلا 2% من اللاجئين السوريين، ومع ذلك فهذا العدد البسيط زعزع أوروبا. وهنالك نقطة يجب ألا ننساها، وهي أن الكثير من اللاجئين من جنسيات مختلفة صاروا يقولون إنهم سوريين. على سبيل المثال، لو تحدثنا عن الحالة الألمانية، فإن 14% فقط من مجموع اللاجئين الذين استقبلتهم الأراضي الألمانية هم سوريون.

لم يتجاوز عدد الذين وصلوا إلى أوروبا 2% من العدد الكلي للاجئين السوريين في العالم، لكنه كان كافيا لزعزعتها.

لكن الانطباع العام يذهب بأن كل اللاجئين سوريون. والآن ألمانيا تتراجع عن سياسية الباب المفتوح، بسبب الضغوط التي تتعرض لها الحكومة الألمانية. هذه الضغوطات أجبرت "ميركل" أن تقوم بزيارة إلى تركيا أثناء فترة الانتخابات البرلمانية التركية، لطلب المساعدة من الأتراك. وأنا أقول أن على الاتحاد الأوروبي أن يساعدنا في تحقيق منطقة آمنة في سوريا، على الأقل لمنع تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيه. أي يجب عليهم محاربة أسباب اللجوء لا اللاجئين.

- "اتفاقية دبلن لم تموت ولكن صار للاجئ السوري مناعة ضدها" وأنا أنقل عنك، هلا أوضحت للقارئ أكثر هنا؟

اتفاقية دبلن في الحالة الألمانية لم تكن صالحة للاجئ السوري. الاتفاقية قد تكون في خطر بسبب الضغط. ألمانيا تقول اليوم تعالوا نتوزع اللاجئين ولا أحد يريد المساعدة، ولذلك قد يكون اللاجئ عرضة للترحيل إلى البلاد التي بصم فيها أثناء رحلة العبور أو الوصول إلى ألمانيا. وبالمناسبة حتى اتفاقية "شنغن" المتعلقة بحرية التنقل داخل دول الاتحاد الاوروبي هي في خطر الآن.

- هل من الممكن أن نشاهد حالات ترحيل لاجئين من أوروبا إلى تركيا على سبيل المثال؟

لا أتصور إلى تركيا، ولكن في حال إقامة منطقة آمنة قد يكون ذلك. في موضوع كوسوفو، ألمانيا استقبلت لاجئين، ولكن عقب استتاب الأمن هناك أعادتهم إلى بلادهم. نحن نأمل الأمان والاستقرار لبلدنا والتي هي بحاجة إلى خبراتنا، ولذلك على السوريين أن يسخروا مهاراتهم وخبراتهم لإعادة إعمار سوريا الجديدة.

حاوره- مصطفى محمد



   نشر في 10 ديسمبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا