وانا ابحث عن صوره بها عنوان احدى الكافيهات في البوم صور الايفون الخاص بي وهذه هي طريقتي المعتاده في حفظ الاماكن والعناوين. اذا بي اجد صوره جمعتني بسته افراد وانا من ضمنهم، صديقه لي وزوجها بجانبها، كنا التقطنا هذه الصوره منذ عام بالساحل الشمالي، ولا انكر فضل التكنولوجيا في حياتي، فكل صوره يوجد بها تاريخ التقاطها. نظرت لهذه الصوره وتأملتها لعده دقائق وتذكرت كيف تتحمل صديقاتي عيوب ازواجهن.
لقد كانت( امل )تتحمل غضب زوجها وارتفاع صوته وانفعالاته السريعه على كل صغيره وكبيره. وعند الغضب لا يتذكر من زوجته سوى العيوب او سوء التصرف او الجهل، وبما انه سريع الغضب فنوبات غضبه وكلامه الحاد واللاذع لا تقل عن ثلاث او أربع مرات يوميا. وهذا لا يتحمله قلب أنثى.
اصابتني الدهشه كثيرا كيف تتحمل البقاء معه وانا اعلم كم هي رقيقه وحنونه. وكانت كثيره الشكوى من طباعه ولكن كانت دائما بعد انتهاء شكواها تقول انها تحبه كثيرا ، فهو كريم عليها وعلى اولادهما ، ويفضل اسرته على نفسه في كل اختيارات الحياه، لذلك تتحمل نوبات غضبه وتحاول ان تنسى معظم كلماته المؤلمه حتى لا تحمل ضغينه له وتستطيع ان تستمر في حياتها معه.
اما (لمياء) فهي مختلفه عن امل تماما. هي اكثر مرحا، مندفعه، تحب الظهور و التقاط الصور والسيلفي ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي. كانت تحب زوجها كثيرا وهو ايضا يعاملها كما العشاق ولا يمل منها ابدا ويظهر ذلك امام الجميع. لكنها تزوجته وهي على علم بأنه لن يكون الزوج المخلص. فأثناء الخطوبه اكتشفت خيانته لها ولكنها لم تستمع لنصح احد بأن لا تكمل هذه الزيجه. ولكنها دوما كانت تشعر بالفخر لانه دائما محط انظار جميع النساء، ومع ذلك دوما يختار الرجوع اليها بعد الانتهاء من نزواته التي استمرت بالطبع بعد الزواج.
نظرت لهذه الصوره وتأملت بها كثيرا كيف استطاعو ان يتحملو هذه العيوب. ولكني ادركت ان لا يوجد بيت في هذه الدنيا بلا مشاكل. وادركت ايضا ان قدره احتمال كل منا مختلفه عن الاخر، فما تتحمله كل منهما هو المناسب لشخصيتها وقدرتها على مواجهته والتعامل معه. وادركت ايضا نصيبي من المشاكل والعيوب التي اعاني منها بزوجي ولا احاول تغيرها بالطبع ولكني استطيع التعامل معها.
ومن خلال هذه الصوره ادركت ان للحب نظريه
فالطباع، الشخصيه، الاحتياج ، وقدره التحمل تختلف من شخص لاخر. فما استطيع تحمله وتجاوزه قد لا يتحمله شخص اخر. وسواء نجحت هذه الزيجات في الاستمرار ام لا فالمؤكد ان الحب متواجد في هذه الزيجات. اما استمرار هذا الحب وهذه الزيجه يعتمد على قدره الطرفين على تفهم طبيعه و احتياج الطرف الاخر، ومحاوله تلبيه هذه الاحتياجات قدر المستطاع، وبذل مجهود من اجل السيطره على النفس وعلى رغباتها. السيطره على الغضب والانفعالات السريعه، والسيطره على الرغبه في كل الجميلات للمحافظه على الحب الحقيقي، والسيطره على الغيره وحب التملك.. والسيطره على ....(وهكذا وهكذا وهكذا)