جمرة لاهبة، اكتوى بنارها من داس عليها او داست عليه عندما زأرت مملية تعاليمها المعقدة الصعبة والجارحة في آن معا، دون أن ينبس احدهم ببنت شفة، بل كل القرار هو الانقياد والخضوع للوضع الجديد. مبدأ قد يراه البعض حكما على رحيل أحدهم تاركا الزاوية والحي والبيت دون رجعة و دون ان يتمكن احد من تعويضه ابدا، احساس لن يسلم احد من تجرعه حتى دون رغبه او تخطيط .

و انا اتلمس حجم الالم المرافق لهذا الاحساس الذي لخصه البعض منا في قصص الغراميات البالية وحتى غير الشرعية، المدعومة بتأثيرات مسلسلات الغرب وقصص اللا أخلاق .قفز لذهني مشهد لاهب مبكي مرعب، وهو التواجد وحيدا بأول منازل الآخرة دون رفيق او صاحب او مؤنس عدا العمل و زاد السفر الطويل، و انت تسمع قرع نعال الراحلين مفوضا امرك لملك السماوات وقتها تدرك انك انت موضوع الفراق  والخاسر او الرابح من قصة الرحيل، وقتها تدرك ان الفراق الحقيقي هو فراق الحياة وخوض حياة البرزخ، عندها يتوجب الامر ان يقف المرء عازما على التحضير لليوم الموعود واليوم المشهود على امل لقاء الراحلين المفارقين في احسن حال، وخصوصا عند حوض النبي صلى الله عليه وسلم.

محمد بن سنوسي

04-01-2022