” إن حياتنا عباره عن لوحه فنيه مكونه من حبات الـ” موازييك” مجموعه من القطع توضع جنباً إلي جنب لنحصل فى النهايه علي صوره فنيه جميله ستظل محفوره داخلنا ما دُمنا نحيا ، بعض الذكريات يصعب علينا نسيانها لانها ذات يوم امتعتنا كثيراً و احببناها اكثر ، و نجد متعه و نحن نبحث عن صورنا القديمه لكي نتذكر كيف كُنا نضحك” ؟!.
انها الــ”نوستالجيا”يا ساده !! .. ، و “نوستالجيا” كلمه يونانيه الأصل تنقسم الي شقين “نوست” بمعني الرجوع للبيت و “الجيا” بمعنى ألم او وجع ، و معناها بشكل عام الحنين إلي الماضي او للاهل و العشره القديمه ، كانت فيما مضى تُعتبر حاله من حالات الاكتئاب و صنفت كمرض نفسى ، لكنها الان اصبحت من “باب الموضه” تعبير عن حاله من الرومانسيه .
ان الحنين الى الماضي اصبح مفرطاً فى هذه الأيام ، نتذكره و نترحم عليه ، فقلوبنا تتوجه إلى الذكريات مثلما نولي وجوهنا تجاه القبله وقت الصلاه ، نشتاق إلى عبق ايام كانت جميله ، كنا فيها نتمتع بشئ من البراءه و البساطه غير مُتكلفين ، كنا لا نعبأ بكم هذه المشاكل المُعقده التي نعيشها في العصر الحالي ، ماض صنع شخصياتنا وشّكل افكارنا ،حنين و اشتياق إلى أياماً مضت يكشف بكل بساطه أن هذا الواقع الذي نعيشه ربما لم يكن يستحق و عن جداره بأن نصنع منه ذكريات اجمل و انقي فيما بعد .
لو كنا سعداء فى حياتنا حقاً لكان من الطبيعى ان لا تستغرق زياراتنا الى الذكريات كل هذا الوقت و لأصبحت زيارات خاطفه نعود بعدها الى واقعنا ، لكن للأسف أصبحت أحداث و ذكريات الأمس هى مصدرنا الوحيد الذى يذكرنا بسعادتنا المفقوده ، كانت حياتنا فيما مضى فيها مايستحق ،الضحك والفرح والسعاده والحب و لكنها بحلوها و مُرها كانت حياه و ليست شبه حياه كالتى نعيشها ، كنا بنى أدمين من لحم و دم نفهم و نشعر أما الأن أصبحنا أدوات فى زمن الريبوت و مشاعره البارده ، زمن اللايك و الشير و البلوك اصبحنا افتراضيين نعيش فى عالم افتراضى و همى صنعناه من خيالنا لنهرب من تعاسة حاضرنا.
فى أحد الأركان داخل كل بيت يوجد صندوق به أوراق مهمله ، نقول عليه مجازاً “صندوق الذكريات” ، ترحل إليه عيوننا كلما زادت علينا صعوبات الحياه ، تدور بين طيات أوراقه و صوره القديمه ، تعانق تفاصيل وجوه غابت و رحل أصحابها عنا ، نتذكر ضحكاتهم و لفاتتهم ، نسرق أوقاتاً من حاضرنا لنستعيد معهم قصصنا القديمه ، نحدثهم نسمع اصواتهم الأتيه إلينا من الزمن الجميل ، كم نشتاق إلى رؤيتهم مجدداً و لو للحظات معدوده؟! ، لكن هيهات هيهات فلقد رحلوا و رحلت معهم أياماً بالطبع نندم الأن أننا لم نحرص على الاستمتاع بها و هم بيننا .
-
محمود حافظحياتي هي مملكتي لن أجبر احد على دخولها أو الخروج منها، و لكن استطيع ان أجبر من يدخلها ان يحترم قوانينها