نوستالچيا.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نوستالچيا..

بقلم : محمود حافظ

  نشر في 04 فبراير 2018 .

” إن حياتنا عباره عن لوحه فنيه مكونه من حبات الـ” موازييك” مجموعه من القطع توضع جنباً إلي جنب لنحصل فى النهايه علي صوره فنيه جميله ستظل محفوره داخلنا ما دُمنا نحيا ، ‏بعض الذكريات يصعب علينا نسيانها لانها ذات يوم امتعتنا كثيراً و احببناها اكثر ، و نجد متعه و نحن نبحث عن صورنا القديمه لكي نتذكر كيف كُنا نضحك” ؟!.
انها الــ”نوستالجيا”يا ساده !! .. ، و “نوستالجيا” كلمه يونانيه الأصل تنقسم الي شقين “نوست” بمعني الرجوع للبيت و “الجيا” بمعنى ألم او وجع ، و معناها بشكل عام الحنين إلي الماضي او للاهل و العشره القديمه ، كانت فيما مضى تُعتبر حاله من حالات الاكتئاب و صنفت كمرض نفسى ، لكنها الان اصبحت من “باب الموضه” تعبير عن حاله من الرومانسيه .

ان الحنين الى الماضي اصبح مفرطاً فى هذه الأيام ، نتذكره و نترحم عليه ، فقلوبنا تتوجه إلى الذكريات مثلما نولي وجوهنا تجاه القبله وقت الصلاه ، نشتاق إلى عبق ايام كانت جميله ، كنا فيها نتمتع بشئ من البراءه و البساطه غير مُتكلفين ، كنا لا نعبأ بكم هذه المشاكل المُعقده التي نعيشها في العصر الحالي ، ماض صنع شخصياتنا وشّكل افكارنا ،حنين و اشتياق إلى أياماً مضت يكشف بكل بساطه أن هذا الواقع الذي نعيشه ربما لم يكن يستحق و عن جداره بأن نصنع منه ذكريات اجمل و انقي فيما بعد .

لو كنا سعداء فى حياتنا حقاً لكان من الطبيعى ان لا تستغرق زياراتنا الى الذكريات كل هذا الوقت و لأصبحت زيارات خاطفه نعود بعدها الى واقعنا ، لكن للأسف أصبحت أحداث و ذكريات الأمس هى مصدرنا الوحيد الذى يذكرنا بسعادتنا المفقوده ، كانت حياتنا فيما مضى فيها مايستحق ،الضحك والفرح والسعاده والحب و لكنها بحلوها و مُرها كانت حياه و ليست شبه حياه كالتى نعيشها ، كنا بنى أدمين من لحم و دم نفهم و نشعر أما الأن أصبحنا أدوات فى زمن الريبوت و مشاعره البارده ، زمن اللايك و الشير و البلوك اصبحنا افتراضيين نعيش فى عالم افتراضى و همى صنعناه من خيالنا لنهرب من تعاسة حاضرنا.

فى أحد الأركان داخل كل بيت يوجد صندوق به أوراق مهمله ، نقول عليه مجازاً “صندوق الذكريات” ، ترحل إليه عيوننا كلما زادت علينا صعوبات الحياه ، تدور بين طيات أوراقه و صوره القديمه ، تعانق تفاصيل وجوه غابت و رحل أصحابها عنا ، نتذكر ضحكاتهم و لفاتتهم ، نسرق أوقاتاً من حاضرنا لنستعيد معهم قصصنا القديمه ، نحدثهم نسمع اصواتهم الأتيه إلينا من الزمن الجميل ، كم نشتاق إلى رؤيتهم مجدداً و لو للحظات معدوده؟! ، لكن هيهات هيهات فلقد رحلوا و رحلت معهم أياماً بالطبع نندم الأن أننا لم نحرص على الاستمتاع بها و هم بيننا .


  • 2

  • محمود حافظ
    حياتي هي مملكتي لن أجبر احد على دخولها أو الخروج منها، و لكن استطيع ان أجبر من يدخلها ان يحترم قوانينها
   نشر في 04 فبراير 2018 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 6 سنة
كلمات جميلة جدا ،ونظرة مختلفة لموضوع الذكريات ،دام قلمك.
1
محمود حافظ
شكرا على اطرائك مرورك هو الأروع

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا