الأديب الليبي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الأديب الليبي

خليفة محمد التليسي

  نشر في 04 أكتوبر 2018 .


الأديب المترجم  التليسي


Khalifa Tillisi


حياته:

ولِدَ خليفة محمد التليسي في شهر مايو عام 1930 في طرابلس, ودرس فيها مراحله التعليمية الأولى بمدارس تُدرِّس اللغة الإيطالية مع العربية .

أنهى دراسته النظامية سنة 1948’ وبدأ العمل في التدريس بين عامي 1948 و1951.

وفي عام 1960 توجّه إلى إيطاليا في بعثة أدبية على نفقة منظمة اليونسكو, حيث تحصّل على دبلوم التعليم العام, و مُنح الدكتوراه الفخرية من جامعة نابولي.

شغل التليسي العديد من الوظائف السياسية والثقافية, اهمها تعيينه سفيراً لدى المغرب سنة 1968. وانتخابه نائباً للأمين العام لاتحاد الأُدباء العرب سنة 1978، وأميناً عاماً للاتحاد العام للناشرين العرب سنة 1981.

بالإضافة الى تولّيه لرئاسة اللجنة العليا للإذاعة الليبية عام 1962, وامانة محلس التواب الليبي1962 . كما اشترك في العديد من مؤتمرات الأدباء وقد تم تكريمه ومنحه العديد من الجوائز.



كُتب التليسي

كَتب التليسي 45 كتاباً, بين الشعر والأدب والتاريخ والترجمة...

تجدونها في هذا الرابط 

وقد اخترت من كتبه أربعة :

ليلة عيد الميلاد:

هي من الأعمال الأدبية التي ترجمها الأديب الراحل الدكتور خليفة محمد التليسي وقام بنقلها من الإيطالية إلى العربية. متضمنة ستة وعشرين قصة قصيرة لمجموعة من الأدباء الأوروبيين والآسيويين في كل من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والهند , وجاءت في ثلاثمائة وأربعة وثمانين صفحة من الحجم الصغير.

وصدرت عن المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان بطرابلس في ليبيا في طبعتها الأولى سنة 1985. في حين تشير بعض المصادر إلى أن الطبعة الأولى قد صدرت عن دار الثقافة ببيروت سنة 1968 . وقد نالت قصص الكاتب الإيطالي ألبيرتو مورافيا الحظ الأوفر في هذه المجموعة وبلغت أربعة عشرة قصة، أي أكثر من نصف المجموعة.


معجم معارك الجهاد في ليبيا:

يضم هذا المعجم الذي نهج فيه التليسي نهج المعجم المرتّب ترتيباً أبجدياً للمدن الليبية، كل ما تمّ تسجيله من معارك ووقائع حربية منذ بداية الغزو الايطالي لليبيا عام 1911 حتى نهاية المقاومة سنة 1931.

حيث ركّز التليسي في هذا العمل على المعارك والوقائع الحربية، ولم ينصرف إلى سرد الزعامات والشخصيات. والجدير بالذكر ان التليسي قد نبه في معجمه إلى ان اسماء المعارك تختلف بين المصادر الوطنية والأجنبية.


كراسات أدبية:

يضم هذا الكتاب جملة من الدراسات التي تتناول أدب وسيرة بعض أعلام الآداب الأجنبية الذين أتيح للتليسي أن يتصل بأدبهم , ذكر التليسي في مقدمة كتابه ان هذه الدراسات قد كتبت في فترات مختلفة عن أدباء يختلفون جنسا ولغة واتجاهات.

بهذه الدراسة حاول التليسي ابراز الصلات التي تربط هؤلاء الأعلام بالتراث العربي, ويعتبر هذا الكتاب هو الدراسة الاولى التي تبحث في التكوين الثقافي لبيرانديللو واثر البيئة العربية عليه.


قاموس إيطالي عربي:

لا تخلو مكتبة طلاب ومحبي اللغة الإيطالية منه ويعرفونه باسم "قاموس التليسي"

أراد التليسي لهذا العمل أن يؤسس علاقة بين اللغة الايطالية والعربية. حيث يستجيب هذا القاموس، للحاجات اللغوية للمثقف العربي ،والإيطالي الذي يدرس العربية, وهو يوفر للقارئ إمكانية الاتصال بالكلمات والمصطلحات المعاصرة ، كما يوفر للباحث الإيطالي الاتصال بلغة الحياة الثقافية العربية المعاصرة.



Kalifa Tillisi


التليسي والترجمة


يقول الدكتور خليفة التليسي، في حوار أجري معه:

(إن الترجمة في النهضة العربية قام بها جيل توفرت له ميزة لم تكن متوفرة للأجيال التي سبقته، وهي القدرة على الوساطة بين لغتين، القدرة على الانتقال إلى لغة أخرى والنقل عنها، وكانت هذه القدرة على الوساطة بين لغتين محدودة.)

لقد عرف تاريخ التواصل بين الثقافة العربية والثقافة الإيطالية، في الفترة المعاصرة، علَمَين بارزين اشتغلا طويلاً في مجال الترجمة، الأردني عيسى الناعوري والليبي خليفة محمد التليسي ، ولكن كما يقول المثل «سنونو واحد» لا يصنع الربيع، فما إن رحل الثنائي حتى دبّ السبات ثانية في هذا المجال رغم أن الراحلين أنجزا أعمالا قيّمة لعل أبرزها «القاموس الإيطالي العربي» العمدة الذي أعدّه التليسي.

تمكن التليسي من النبوغ في مجال الترجمة التأريخية التوثيقية والأدبية الإبداعية بفضل إمكانياته اللغوية الباهرة المتمثلة في إتقانه التام للغة الإيطالية بالدرجة الأولى والتي يقول عنها:

(النقطة المهمة جداً التي أحاول دائماً أن أشير إليها أن اللغة الإيطالية لم تكن فقط نافذة على الأدب الإيطالي، بل لعلني قرأتُ فيها من الآداب العالمية ومن الكتب المترجمة إليها ربما أكثر مما قرأتُ لبعض الكتاب الإيطاليين، إنما كانت نافذة على ما نقل إليه من آداب أخرى)

ليست اللغة الإيطالية فحسب التي مكنت التليسي من التواصل مع الثقافات العالمية الأخرى بل امتد شغفه حتى اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية التي يقر أن قدراته في التعامل معهما تمكنه من الاعتماد على نفسه ولا يحتاج إلى مساعدة من أحد, قال:

(أنا الآن وعندما تقتضي الدراسة الرجوع إلى اللغة الإيطالية أو الإنجليزية أو الفرنسية، لا أحتاجُ فيها إلى أحد. فتعاملي مع هذه الحسناوات الثلاث كان تعامل أخذ وليس عطاء. ثم إن هناك قرابة واضحة جداً بين هذه الحسناوات، وهو أن قاموسها الحضاري ومصطلحها العلمي واحد، وصلتي بهذه اللغات كانت رافداً مهماً جداً في تكوني الثقافي....)

وعن ترجماته يقول الدكتور التليسي:

(إن ترجماتي ينبغي أن ينظر إليها باعتبارها شيئاً من التعبير عن نفسي كثيراً، إن هذه الترجمة تدخل في باب التعبير عن الذات. ودائماً أقول إن الترجمة الناجحة هي التي تبحث عن إبداعها عند الآخرين.. أنا لم أترجم احترافا – خاصة في المجال الأدبي– فقد بدأتُ الترجمة في سن مبكرة جداً. )

أما عن الدافع الذي يحركه فقد قال:

(أنا لا أقدم على الترجمة إلا إذا وجدتُ إبداعي عند الآخرين، فتتحول الترجمة عندي إلى عملية إبداعية. ولكن هذا النمط من الترجمة خطير جداً. وخطورته أنه يمتص عواطفك ويوظفها لصالح الآخرين. من هذه الزاوية يمكن أن يكون تضحية بالذات. وبعد هذه التجربة القاسية أنصح أن تكون الترجمة مرحلة من مراحل العمر. وإلا صار الإنسان بموجبها مترجماً وكفى. . ينبغي أن تكون مرحلة من مراحل حياتك تساعدك على اكتشاف ذاتك أو تتعلم منها الطرق والأساليب، أو تكتفي بالصمت مع أستاذ من الأساتذة الذين تعشق رؤياهم، ونظرتهم إلى الحياة.)





بعد هذه المسيرة الحافلة بالإنجازات الادبية توفي الدكتور خليفة محمد التليسي يوم الأربعاء 13 -1- 2010 عن عمر يناهز الثمانين.

في تأبينه قالوا:


"أيها الرجل الذي أحب وطنه وأحبه وطنه، وأحب أهله وأحبه أهله، لن ينساك وطنك، وسيذكرك العالم كله، لأنك قدمت الكتابات الرائعة والقواميس العظيمة وترجمت وألفت، فكنت من الأدباء العلماء العظماء الأجلاء."
 "إن ذكراه لن تمحى ولن تنتهي، لأنه سطرها، بأسطر من فضة، وسطرها بالفخار والاعتزاز، فكان عظيما وكريما في وقفته الشامخة عندما تم تكريمه، وقال قصيدته ذائعة الصيت وقف عليها الحب... . "  د. علي فهمي خشيم


"إن موت الأديب التليسي خلود، ونهايته بداية، فغدا ستنطلق آلاف الألسن والأقلام والصفحات تتبارى في فكره وعطائه، وسيُنصف في موته كما أُنصف في حياته، وستعقد عشرات الحلقات والنقاشات والدراسات حول نتاجه الأدبي خلال السنين القادمة. " د. الطاهر الجراري


"إن ما قدمه الأديب الراحل خليفة التليسي من إنتاج وإبداع وما كان له من موقف مشرف، هو باقيات صالحات لهذا الأديب الملتزم الذي كان قدوة طيبة لكل الأدباء والمثقفين. إن هذا الكاتب الأديب الذي اجتازت كتبه المجال الضيق إلى ما هو أوسع، لم يكن لليبيا فقط، بل كان للأمة العربية، ككاتب تُقرأ كتبه ودراساته في المحافل العلمية والتي خلدت اسمه فاعتزت به الوطنية العربية الإسلامية."     أ. علي مصطفى المصراتي.


خليفة محمد التليسي...

الأديب, الناقد, الكاتب, المؤرخ, المترجم الليبي... قدوتي.


كتبت هذا المقال يوم 30/9/2018 في اليوم العالمي للترجمة, فلا يجب أن يمر حدث  يسلط فيه الضوء على عالم الترجمة ولا يذكر فيه هذا المترجم العظيم.

وقد قمت بنشره كفيديو على يوتيوب بعنوان خليفة التليسي الأديب المترجم الليبي, وفيه تجدون المصادر التي اعتمدتها في هذا المقال.





  • سهام فرج إحميد
    اعمل في مجال تعليم اللغة الإيطالية والتدريب على المهارات اللغوية. اعشق لغات العالم كافة واسعى إلى الإلمام بها. صدر كتابي الأول عن طرق تعلم اللغات عام 2017 ,
   نشر في 04 أكتوبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا