لا نسمع إلا جعجعتكم... فأين طحينكم؟؟
نشر في 28 ديسمبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تهتك غشاء طبل آذان السوريين من صرير أصوات ملوك الخليج وأمرائهم وغلمانهم، وكل من اشتهت نفسه أن يصبح بطلاً، وهم يتبجحون ليل نهار ولا يتركون منبراً أو مقابلة تلفزيونية أو حتى رسالة غرامية أو واتس آبية أو حالة فيسبوكية أو تغريدة تويترية إلا ويبيعون فيها العنتريات التي تذكرنا بعنتريات غوار الطوشة في فيلم "صح النوم" وعن وقوفهم صفاً مرصوصاً مع الشعب السوري الشقيق... وأن مصاب السوريين هو مصابهم... فكيف لا ونحن أبناء أمة واحدة وحدتنا ضادنا اليتيمة تلك.. ومع ذلك عضّ السوريون على جرحهم ورشوا عليه الملح البحري وصبروا 5 سنوات وهم يستمعون إلى تلك الموشحات الرنانة والأصوات المبحوحة وهي تشتري بقضيتهم وتبيع بها في أسواق النخاسة السياسية وأروقة العهر الأممي هناك في مجالس الأمم المنتحرة ومجلس الأمن المرهون بكابريهات القوى العالمية الكبرى كما يحلو للبعض وصفها... وكنا نمني أنفسنا حتى الأمس القريب بأنهم ربما كانوا يعملون من أجلنا وينتظرون دورهم على دكة البدلاء بعد أن تحولت الكارثة السورية إلى ماتش كرة عالمي بين الفريق الروسي بلابسه "الأحمر" والفريق الأمريكي بلابسه "الأبيض"... واقتنعنا بالمثل الذي يقول "الغايب حجته معه" أو ذاك القائل "إلحق الكاذب إلى وراء الباب"... فما كان من الكاذب إلا أن كشر عن أنيابه ولم يكتفي بمنعه من دخولنا أراضيه بل وزادنا من الشعر الخسيس الجبان بيتاً آخر وهو أن تقوم دولة خليجية بطرد بعض السوريين العاملين على أراضيها ولم تنسى ذاكرتنا بعد كيف كانت كثباناً رملية متفرقة هنا وهناك وليس ذلك ببعيد... والسبب ليس لأنهم تقاعسوا عن عملهم أو قاموا بأي فعل مخالف لقوانين البلد تلك، بل لأن الدولة ذاتها تتخوف من وقوع عمل إرهابي ما... والسبب مصيبة وكارثة أخلاقية أدهى وأمر من الفعل نفسه...
أتملكون ذاكرة السمكة أم ماذا؟؟ من الذي درس زماناً في مدارسكم؟؟ أليس الأستاذ السوري!! من الذي بنى لكم عماراتكم وأبراجكم الشامخة شموخاً لا تملكوه؟؟ أليس المهندس والمعمرجي السوري؟؟ ألا يعلم الغادي والبادي والقاصي والداني بأن دول الخليج وقفت على أكتاف السوريين... ولا نمن عليكم فنحن عملنا عندكم بشرفنا وكدنا لكي نأكل لقمة كريمة... ولا تمنون علينا بأننا عملنا عندكم... فالتجارة بيع وشراء والعقد شريعة المتعاقدين!! ولكن ألا تخجلون بأن تلصقوا بنا تهمة الإرهاب وأنتم من عاشرتمونا وأكلتم وأكلنا نفس رغيف الخبز الشامي ذاك الذي تعشقون.. أم أنكم تريدون أن تثبتوا بالدليل والبرهان أن الحياء قد مات واحترق في ذاك الحمام كما يقول المثل العربي الشهير!!
صدقوني الإنسان السوري اليوم وبعد كل نكبات الدنيا التي طرقت بابه وقسمت ظهره لا ينتظر منكم شيئاً ولن يصاب بالصدمة العاطفية من أي فعل تقومون به... لكن توقفوا عن بيع العواطف البلهاء تلك... توقفوا عن المتاجرة الجبانة بقضيتنا... توقفوا عن إثبات رجولتكم المفقودة ببعض الأقاويل والعبارات التي ترشقونها هنا وهناك عن حزنكم علينا... توقفوا عن تخديرنا فلم تعد كل مورفينات العالم قادرة على تسكين آلامنا وأوجاعنا!!
والله شبعنا جعجعتكم وكفانا الله طحينكم فلا نريده!!
-
طارق يوزباشي / Tarek Youzbashi....Daydreamer