تحتفل مصر (الفرعونية) اليوم بعيد ما يسمى شم النسيم وبالرغم من كراهيتي لهذا العيد منذ طفولتي ، لكن حدثتني نفسي أن أتصل بخالتي أطمئن عليها واحذرها من تناول الرنجة لأن معظمها متنهية الصلاحية أو الفسيخ (المعفن) لأن هناك تحذرات كثيرة من سمومه الخطيرة على حياة الإنسان .
أنا : السلام عليكم خالتي الحبيبة
هي: وعليكم السلام ورحمة الله تعالي وبركااته .
أنا : كيف حالك خالتي الحبيبة .
هي: الله يبارك فيك طمني عليك .
أنا : بخير ولله الحمد ربي يبارك في حضرتك .
أنا : إيه الأخبار عندكم خالتي؟. أعتقد أن الربيع بدءت تباشيره تهل عليكم !.
هي: أي ربيع تقصد ؟.
أنا : نحن في شم النسيم يعني الدنيا ربيع والجو بديع.
هي: أيوه اعمل نفسك من بنها واستعبط عليّ ؟.
أنا : خالتي صحيح أنا أحبك ، ولا أنسى أنكِّ كنتي تعطينني ثمن تذكرة حضور مباريات الإسماعيلي وقت أن كنت صغيراً لكن أرجوكي بلاش تجاوز !.
هي: يعني يا يافالح كيف ستكون الدنيا بديع و حرارة الجو مرتفعة من ليلة أمس ؟.
أنا : مرتفعة ؟. لماذا يا خالة ؟.
هى: لم تعرف ماذا فعلت الداخلية أمس ؟.
أنا : الداخلية كل يوم لها مصيبة ّ، ماذا فعلت ؟.
هي: ألم تعرف (يانبيه عصرك) أنها اقتحمت نقابة الصحفيين و من أمس حتى الأن و كل الصحفيين و النخبة يصرحون من فعلتها الشنعاء !. ومُصًرين على إستقالة وزير الداخلية أوالإعتذار على أقل تقدير .
أنا : معهم حق بصراحة وأضم صوتي لصوتهم فمبني نقابة الصحفيين قدس الأقداس !.
هي: ارتفع صوتها قليلاً ، قدس الأقداس ؟.
أنا : (هدأ صوتي) نعم فهل بعد إقتحام مبني نقابة الصحافين من جريمة في حق الوطن والكرامة الحرية؟.
هي: عجباً لكم جماعة الصحافيين الأن إنتفضتم عن بكرة أبيكم لإقتحام مبني نقابتكم ؟.
صحيح أنا سيدة لست صحفية ولكن لا أقبل ذلك إطلاقاً و استنكر ذلك كما اُدرك أنها جريمة بحق حرية التعبير والنقد وتعدد الأراء و وإخماد صوت الحقيقة وتكريس لصوت الحاكم المستبد ولكن ، ثم سكتت ..
أنا : لماذا سكتي يا خالة ؟.
هي: ألم تدرك الجماعة الصحفية أن مثل هذا اليوم سيأتي عليهم حتماً ؟.
أنا : كيف ؟.
هي: حين صمتوا عن أكبر جريمة في حق الوطن و هَللوا للخيانة وللإنقلاب ، حين اغمضوا أعينهم عن إرتكاب الداخلية لأبشع الجرائم في حق أقدس ما خلق الله عز وجل "قتل النفس" ألم تسمع أن بعضهم هَلل لمجازر بشار النازية في حلب! .
أين كانوا حين اُحرقت ودُنست المسَاجد وإنتهكت الأعراض ؟.
لماذا صمتوا وقت أن سُحل الأطباء أثناء عملهم في المشافي ؟.
لماذا خَفت صوتهم حين إرتفع الدولار وإلتهبت الأسعار وأصبح نصف المجتمع يأكل من صفائح القمامة ؟.
ألم يبتسموا حين كَرر الجنرال على مسامعهم ، لا تسمعوا لأحد غيري ؟.
اسمع يا بني من يُهادن الشيطان و يسكت على سفكهِ للأرواح وإنتهاكه للأعراض وبعثرته للكرامة ، لا يأتي اليوم وتنتفخ أوداجه ويرسم علينا الشهامة المزورة ، فالمناداة بحرية التعبير و حق المعرفة لا يجب أن تنفصل عن القيم الإنسانية النبيلة المشتركة لعموم بني الإنسان حتى وإن اختلفوا معه ، فالمباديء لا تتجزء .
أنا : معك حق والله يا خالة .
هي: اليوم شم النسيم تحب تأكل فسيخ ؟.
أنا : أعوذ بالله لا أحب رائحته كفاية علينا قذارة الداخلية .
-
رزق محمد المدنياتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...