الله إذا أراد بعبده خيرا فانه سيختاره من بين الحشود لمهمة اصلاحه !
والاقامة في جوف قلبه المنكسر ! وما ان يسكن قلبك فسيجعله وطنا ! وعندها ستصبح حامي هذا الوطن !
إذ سيتحتم عليك الحفاظ على هذا الشرف ! شرف التمييز بل وشرف الاصطفاء !
تشريفك بهذا الحب الذي يجسد معنى لوجودك !
وتذكر إن أراد اللجوء اليك واستقراره في قلبك فكن حنونا عطوفا اسطوريا ولا تجعله يغادره او تجبره عل الخروج ! كن له ومعه وحافظ عل بريق مستقره !
فإن بعض الشعور بالأمان لا تستطيع وصفه !
إن استقر في قلبك ستشعر بالاطمئنان الابدي ! سيخوض حروبك وينتصر على نفسك أميرة السوء !
سينير عتمة قلبك ومنه سيشعله بعد انطفاءه وسيبعث النور الى كل اجزاء الكون بداخلك ! وستفتح عينيك عل الوان كواكب كونك !وستأسر نفس غبية يفوز عليها قلب مسكون !
وإن شعرت بالأمان كونك اصبحت موطنا للنور ! لا شعوريا ! وطنا يتمنى احتلاله الجميع !
وعليك ان تفهم معنى الوطن لكي تحميه وتفهم كيف انطوى الكون بداخلك !ستكتشف كون بطوله وعرضه ! بكائناته ووحوشه !
ستشعر بروحك التي سمعت عنها ! ستشعر بدوران الزمن وتاريخ مجد خلافتك !ستعي بانك خلقت خليفة حرا ! بمفاهيمه وعلومه واسراره ! بظلامه ونوره وكواكبه !
ستنتهي برحلة مشوقة للأجوبة المثيرة لسحر فنونه ! وتدرك سبب ومعنى لوجودك !وطلاسم تحصينك وحبك لأسطورة صبرك ! وسر الغيب هذا !
انها لمسؤولية عظيمة وقعت على عاتقك لتحملها !
مسؤولية ان تحمل الله داخلك ! داخل قلبك وقريب من حبال اوردتك !
مسؤولية فهمه وفهم تكوين هذا الكون المصغر وما يدور حولك وداخلك وخارجك !
ستتعمق اكثر في فهم ما لم تستطع عليه صبرا ! وما لم تفكر له حلا وما لم تفهم حقيقته !
ستجد قرينك وتوائم روحك ! ستغوص اكثر في اعماقك محاولا الوصول الى عجائب هذه القصة ! بل الحكمة من الكتاب المنطوي داخلك !
ستفتش عن أسباب حبه لك وعن اجوبة لأسئلة لم تتجرأ يوما عل التفكير حتى بها !
ستتوقف عن معرفة الكون من حولك وتلجأ لفك شفرات هذا الكون المكتشف داخلك !
ستعجب لأول مرة بفقدانك للسيطرة !
ستتلذذ بالأحساس بالخطوط الحمراء وصولا لشعور التحمس لل لا شئ !
بل وستراه كل شئ !
ستستمع لسمفونية تدغدغ خلاياك ! ستنتعش بلطف خفي وكرم لا منتهي !
ستخوض متعة إستئصال أورامك الشيطانية !
لتتفقد عالمك الجديد بعد هذا الخراب وهذا الهدم وهذا البناء وهذه العتمة المنورة !
بل ستشتاق ان تتفقده وبالتالي ستشتاق اليه وتبتكر الطرق للوصول اليه ! لتسطير قسم الولاء له !
ستنعم بقوة آيات تذكرك ! وما عليك سوى تفسيرها !
وإن لم تستطع تفسيرها وهذا شيء طبيعي فستكون المتعة بفك شفراتها المدهشة !
وإذا قمت بتفسيرها بالطرق الاكثر استحالة ستتحول لأسطورة ليس لها حل !
حينها ستفتخر بتواضعك لنصرك !
ستكون لهذا الكون عنوانا وقيامة تهلك الشياطين !
بعلم النفس يسمونه تغيير وبعلم اللاهوت يسمى تنوير وبعلم الغيب يسمى معجزة !
أما بعلم القرآن فيسمى آية !