ما يعرف مجازا بالسلطة الرابعة في الحقيقة ليست رابعة ولا عاشرة بل لا تعد سلطة بالأساس في عالمنا العربي .    اين تكمن المشكلة ؟

إذا نظرنا للإعلام نظرة فلسفية نجده بجميع مجالاته المقروء والمسموع والمرئي فن من فنون الادب ونحن العرب اهل الفن وصولجان الادب وتاريخنا حافل بالكنوز والدرر الادبية وشعوبنا ذواقة تمتلك حس مرهف ورفيع ويستهويها جمال الصياغة والاخراج فلا توجد ازمة صحفيين ولا مشكلة وعي كما يقول البعض بالعكس لدينا مهاريين وعباقرة في هذا المجال يستطيعون توظيف الكلمة والتلاعب بها كما يفعل لاعبين كرة القدم المحترفين وسيراهم النور وليس العكس عندما تتاح لهم الفرصة ويرفع من فوقهم سقف الحرية وتزال عنهم القيود المكبلة.

والحقيقة لست مع إطلاق عنان الحرية تماما بل ادعو الى تقنينها وأن تعطى جرعات تدريجيا بشكل تصاعدي لأننا بصراحة غير متعودين عليها فقد يسئ الكثير منا استخدامها كنتيجة طبيعية لقلة الخبرة وعدم الممارسة كما يفعل حديثي النعمة في الغالب.

مشاكل الاعلام العربي كثيرة ومتعددة وشائكة ولست هنا بصدد سردها ولكن المشكلة المحورية والرئيسة من وجهة نظري الشخصية تكمن في مصطلح بغيض زرع بداخل اعلامنا أفسد عليه الطعم واللون والرائحة انها البروباغندا (Propaganda)وتعاريفها كثيرة اختزلتها بكلمة واحدة (الترويج) سواء لأفكار او معتقدات ولا يوجد وسيلة من وسائل الاعلام محايدة تماما هدفها الارشاد والتوعية فهذه اخر همومها الا فيما ندر طبعا وقليل ما هم.

لي صديق ساخـــــر عندمــــــــــــــــــا يعلق على امر لا يعجبه يبدي استغرابه بقوله عبارة (مات مسموم) ويرددها عدة مرات وهو يحرك راسه وسالته عن سرها فاخبرني انه في عام 1981م كما يعلم الجميع تم اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات على مرى ومسمع من الملايين في جميع انحاء العالم وتناقلت الخبر القنوات والصحف والاذاعات على مختلف توجهاتها واصبح حديث الساعة الأول عالميا الى الان الموضوع عادي وما فيه جديد الا ان صحيفة مصرية في تلك الايام كان لها راي اخر وانفردت بالخبر بشكل فريد من نوعه وتناولته بطريقة عجيبة مخالفة بذلك الجميع مستخفة بالعقول ومتغافلة لما راته أعين الناس راي عين عبر الشاشات وعلى الهواء مباشرة صوت وصورة وقالت ان السادات لم يقتل بل مات مسموما وهذا معنى تهكمي بقولي مات مسموم .