في 2009 كتبت مقالا يعتبر أولى خطواتي في عالم الكتابة كان موضوعه العدوان الهمجي على غزة و بعدها توالت المقالات و قمت بعدها بإعداد برنامج إذاعي عنونته العبور إلى غزة تلاه آخر عنوانه مدينة لم تختبئ يوما في الأنفاق كان في الواقع امتدادا للبرنامج الأول كان الهدف منه المشاركة و لو باليسير في تسليط الضوء على الظلم الواقع على أهلنا في غزة و على أمل أن يمسح العرب على وجه المدينة الصامدة بحملة إعادة الإعمار .
و لكننا اليوم نقف على واقع أمر من الأول و خيانة و تواطؤ عربي مفضوح و صمود و إباء ارفع همة من أهلنا في غزة.
فقلت مادام الواقع نفسه لم يتغير من عشر سنوات سأعيد نشر المقالة و قارنوا بين الواقع الأول و أحداث اليوم.
حماس ...أجمل شارع بغزة
وأنا أتابع الفضائيات والتحاليل، تضاربت الأفكار برأسي، فمرة أثبت ومرة أكاد أزيغ لجهلي لقواعد الألعاب السياسية ،فمرة تدمع العين وحين تتلذذ بإيمانك تغتز.
قد أتجرأ وأطلب من حماس الرحيل من غزة، يا حماس آذيتم كثيرا غزة والفلسطينيين عموما.
وبعدها أتساءل : ولكن غزة جزء من حماس ، وحماس جزء فيها فهل يمكن فصل عضو سليم عن جسد، أدركت بعدها مدى سذاجتي وجهلي والتمست لنفسي العذر فأنا مواطن بسيط يوهمه جهله أنه محلل أو يفهم أكثر من الآخرين، ثم ازددت جرأة وصرخت ولكن إذا كان العبد الضعيف، المواطن البسيط اعتقد هذا فما بال الساسة العرب ،أصحاب الخبرة والباع الطويل في ميدان السياسة ،من خاضوا حروبا إيديولوجية ،وعايشوا حقبا وحقب. فوضعت نفسي معهم، وفي نفس مرتبتهم، ما دام أننا تقاسمنا الموقف ذاته ومن نفس الزاوية أيضا .
فأطبقت حاجبي، وكدت معاداة أهلي ،فما أنا بالبسيط ولا العادي أنا مع الزعماء والقادة العرب ،نعم،تخليت عن غزة وأهلها، وسعيت لفرض تطبيق القرار الأممي على أهل غزة والعدو يضرب به جهد أشباه العرب، محاولا بذلك فرض الحماية الأجنبية، وبالتالي تشييع القضية الفلسطينية .
لا...لا...ثم لا فنحن لسنا مثلهم،نحن كبرنا على محبة القدس والشيخ ياسين، كبرنا وعرفات يقول سنصلي بفلسطين وعاصمتها القدس الشريف ،تربينا نقول ثالث الحرمين الشريفين الذي به حائط ربط فيه الرسول صلى الله عليه وسلم البراق، آباءنا علمونا أن الرابطة الدينية أقوى، وتهون أمامها كل القوى والمعطيات، تسقط أمامها كل المصالح وكل صفقات الغاز، تهوى أمامها كل القرارات ومجلس الأمن بمن فيه.
لا...لا...لسنا مثلهم نتنازل لكم عن المقاعد و المكانة، نعود للبساطة فنحن أغنياء جدا بإسلامنا وعقيدتنا، حماس بعثت فينا الحماس للعودة للأصل، وإحياء التاريخ الذي حاولنا نسيانه بأعياد الميلاد، حماس ربطت العرب ،المسلمين وحتى العجم .
لا...لسنا مثلهم، فعندنا القدس مسجد قريب منا، فقط حواجز بسيطة ونزيلها أو يزيلها غيرنا، المهم أن نمهد ولو بكلمة ولو بنصيحة ولو بإحياء سنة. نعقد القمة تلو القمة بين الأهل والأصدقاء والمعارف، ونخرج يوميا بمسودات بيضاء و بالبند العريض نكتب فيها القدس لنا وتعود قريبا، وشهداءنا أحياء هذا وعد ربنا، وأهل غزة نحسدهم على ما هم فيه، فقد ولجوا باب الجنة بحول الله ورضاه. وسيكتب النصر أسماءا وأسماء، فاترك لنا سطرا أو سطرين... أو أكثر معذرة فهكذا الطمع. واصرخوا لا تتخلوا عن غزة، لا تتخلوا عن القدس، ولا تحاولوا صنع الأعداء فهم أمامكم وعملاءه يرفعون الفيتو لهدمكم ...ونحن قادمون. فاللهم ثبتنا وصبرنا وانصرنا. ...لا... لسنا مثلهم ولا نتمنى يوما أن نفعل مثلهم لا...ثم لا...لسنا مثلهم .
محمد بن سنوسي
10/01/2009
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع