نخشي على أبداننا أن تصاب بما قد يضرها لأننا نحسب أنها جوهرتنا النفيسه، نأخذ كل الاحتياطات اللازمه ولا ندع أى من التوصيات تمر علينا دون تطبيق بل ونهرع لتتبع كل جديد خشيه أن نُصاب بفيرس الأبدان.
حفظ البدن والأخذ بالأسباب فيما يؤذيه أمر جميل ولكن كيف حال إيمانك؟ هل تخشي عليه كما تخشي على بدنك؟ هل تعتني بالتوصيات الربانيه بتعاهد نفسك بالتزكيه وتجدد التوبه؟
لنصدق أنفسنا فإن واقع تعاملنا مع الايمان أحد أسباب الهلع على الأبدان ربما تناسينا السعي وراء النفس المطمئنه فعوقبنا بالفزّاعات المتلاحقه، من منا يخشي أن يصيب قلبه فيروس الرياء وأن يتغلغل بقلبه مراقبه الناس ورضاهم على حساب مراقبه الله، من منّا يحمي قلبه بالأوراد والاذكار ليظل قلبا حي بذكر الله؟
تحسب أن عنايتك ببدنك على حساب دينك أمر هيّن لكنه عند الله عظيم، أن تخشي فيروس الأبدان وهو أشد ما سيفعله بك هو واقع بك لا مفر حتى ولو بعد عُمر طويل، ولا تخشي من فيروس الايمان الذي ربما سيجعلك ممن يصدق عليهم قول الله تعالى (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا))
إن كنت تتبعت كل المعلومات التي تقيك العدوى والمرض ولم تكلف نفسك عناء تتبع ما ينجيك في الدنيا والاخره فلابد أن تراجع نفسك وتكن صادقا معها بلا حجج عن ضيق الوقت وصعوبه الوصول فمن جعل أولويه جليه أمام عينيه أعطاها ذاته ليس وقته فقط.
أما عن أزمه أستيراد المشاعر ففي رأى أننا اعتدنا دهرا أن نستورد الأفكار والثقافات التي لا تمت لديننا بصله واستسلمنا للاحتلال الفكري الذي اصابنا وكثير منا انجرف معه وفقد مقاومته أما الأزمه الحاليه أننا تشربنا المشاعر وسكنتنا وهي في الأصل لا تليق بنا.
ترى الرعب في أعين من لا يؤمنون بخالق السموات والارض فربما تجد ما يدفعهم لذلك لانهم حُرموا من قول "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء ي الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم", لانهم لم يمس قلوبهم يوما قول الله تعالى في سوره مريم (كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ))
لكن أنت يامن حررك الله من استعباد العباد إلى عباده الله الواحد القهار، أنت لما ترض بتلك الانهزاميه ألم تقرأ يوما في سوره التوبه قوله تعالى (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون)َ
أنا لا أدعوا إلى تهوين الأمور وإنما ليعط كل ذى حق حقه بقلوب مطمئنه واعيه على ربها متوكله، انما انا ادعوا لوقفه مع النفس والتأمل في سيره الحبيب كما جاء في صحيح البخارى أنَّ أَعرابيًّا قَالَ لرسول اللَّه ﷺ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ وما أعددت لها..
ليعلما من بعده أن الانشغال انما يجب أن يكون لما هو ذات قيمه حقيقيه الا وهو العمل, ا الذي يُرعب العالم كله؟ فيروس يصيب فيُميت وكأن من دونه لن نموت وسنبقى مُخلدين.
لا أهوّن أبدا من الأخذ بالاحتياط ولكن أحثك لتكن نظرتك أكثر شموليه ومنطقيه فلا يضرك كل ما يُفزع لان الآجال والأعمار بيد الله وحده .
وأذكرك أخيرا أنه خاب وخسر من ظل مًحصنا في صومعه معقمه ولكن قلبه لم يطمئن بالايمان يوما، خاب وخسر مهما بذل لصون الأبدان، وأخيرا خاب وخسر من لم يرى المنحه التي في قلب المحنه وكيف له أن يقف صادقا مع نفسه ليبحث عن مراد الله وليكن حياته على نهج قوله تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَأيَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
خاب وخسر من استورد احزان ولم يفزع لذكر الرحمن واللجوء للاستعاذه برب الفلق من شر ما خلق.
علمنا ديننا أن لنفسك عليك حق فلا تبخسها حقها وان اعتني بما يقيها السوء في الدنيا وما يهلكها في النار في الاخره، ولتتفقد قلبك كيف حال يقينه وتوكله وتسليمه، كيف حال توبته واستعداده للساعه وليكن لك نصيب من الطمأنينه والدعاء فبه وحده تتغير الأقدار وليكن لك نصيب من تأمل حال ايمانك وتجديده لانه يبلي كما يبلي الثوب
التعليقات
أحسنتي غاليتي .كلمات جميله و أسلوب خلاب .تحياتي