إنتفاضة الإدراك , بقلب طفلة .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إنتفاضة الإدراك , بقلب طفلة ..

  نشر في 21 يوليوز 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

كانت صغيرة ..

كان أكبر أحلامها هو ألا ينتهي يومها في لحظة ما , فقد كان يومها ينتفض بالتسلية والضحكات التي لا تهدأ ولا تخفت لحظة , ضحكات من لم يلتفت لتلك الحياة ولا منعطفاتها ولا نظراتها المخيفة للبشرية التي تنم عن إختبار جديد ستوقع فيه أحد البشر كعادتها , ضجيج صراخها كان برغم قسوة وقوعه على مسامع البشر حولها إلا أنه منبع الحيوية والإقبال على الحياة , إدخال البهجة في قلوب من وجدتهم حولها بمجرد أن أعلنت الحياة ولادة فرداً جديداً ينضم لأسرة الحياة كان شغلها الشاغل , بكلمات , بتصرفات جنونية , بمجرد إبتسامة خجولة , وما أدراك ما تلك البسمة المترقبة منها ! , التي تحسبها في البداية براءة زائدة منها ثم تنصدم بالواقع المرير ! , فهي دالة على وقوع كارثة إقترفتها عن طريق الخطأ ومن سيدفع ضريبتها هم من حولها " المساكين " , وبعد حلول الكارثة كن على يقين أنك لن تجدها في أرجاء الحياة بأكملها وليس بأرجاء المنزل وفقط , كن على إستعداد أنها ستتبدل من طفلة بريئة إلى مجرم هارب وحريته هذه ستجلب للكون المزيد من الإضطراب , فتبحث هنا وهناك على ذلك المتحول المشاكس , وبعدها بلحظات تجدها منكمشة بزاوية غرفتها تحاول كتم ضحكاتها ولكنها تفشل في المحاولة في كل مرة وضحكاتها هذه أول خيوط إيجادها مع كل فرار , ورؤيتها للممسك بها يجعلها تحرر قيود الضحكات فتفيض على قلبك بالسعادة بعد أن كان على وشك أن ينفجر من الغيظ والغضب ..

علامات الطفولة تتضح في تلك المشاهد , بقلب الطفلة المفعم بالطاقة , وعقلها بنبضه الفكري البسيط , تفاصيل تلك اللوحة لن تجدها غريبة عليك , فأثناء القراءة ستجد شريط ذكرياتك تعود للخلف لتسرد لك مشاهد أخرى إضافية لتُكمل شكل اللوحة , وتجد نفسك بكل مشهد تبتسم من جديد كأنك تراقب من بعيد المشهد وهو يحدث والفاصل بينك وبينه عازل زمنى شفاف إن حاولت الإقتراب منه ستجد خطواتك تحترق , ولكن دعنا نستكمل تلك المسيرة , ونعاود السرد , ونرى .. إلى أين وصلت تلك الفتاة المدللة في حياتها ؟ , وهل إستطاعت فرض إيجابيتها على الحياة أم الحياة إنتصرت عليها ؟ ..

تبدلت الآن , وأصبح كل ما تطمح له هو فهم تلك الحياة , فقط ..

مع كل حقيقة تكتشفها عن تلك الحياة تتصاعد ضحكاتها من جديد , ولكنها الآن ليست ضحكات بهجة , بل هي ضحكات حيرة أكبر بشأن ما توصلت إليه وما سوف تكتشفه بعد , فينتهي بها المطاف للضحك , ضحكات سخرية منها على ما وصلت إليه من حال يشفق عليه المجنون قبل العاقل ! ..

خاطرة ليست بغريبة عليك أو عليكي , اقرأها من جديد واحكم بنفسك , ستجد ملامحك تتشكل مع تشكل كل حرف وصياغة كل جملة ..

لا تتهرب من تحول مسار حياتك , كن ممتناً لما حدث وما وصلت له , مع كل خطوة تخطوها عقارب الساعة , تخطو أنت الأخر خطوات نحو التغير والتبدل , طفولتك قد إنقضت منذ زمن , وحان الآن وقت إختبارات الحياة , وقت الجد , وقت الخطأ فيه لن يحتمل تصحيح من جديد , إما فوز إما خسارة أبدية , والأمر كله يعود لك , هل أنت على إستعداد لخوض تلك المبارزة مع حقائق الحياة ؟ ..

ملحوظة بسيطة " صورة المقال مستوحاة من فتاة حقيقية , من الفتاة التي تحدث عنها المقال , ومن الفتاة التي كتبت المقال نفسه , صورتي أنا , أثناء مولدي الأول , فلا تتعجبوا , فأنا الآن قد ولدت من جديد ببداية جديدة , بداية فكرية جديدة , وقلب لايزال ينبض بالطفولة ! " .. 


  • 2

   نشر في 21 يوليوز 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

رائعة
2
نورا محمد
الأروع وجودك ومرروك الراقي وفكرك المبدع .. تحياتي لكي يا راقية الفكر طيبة الأصل والأخلاق , شرف لي مرورك الكريم :)
يظل الطفل الصغير عالقا في صدورنا
حتى وان كان صخب الحياة يبعدنا عنه
2
نورا محمد
بالظبط أستاذ محمود .. مهما بلغنا من العمر أقصاه يظل القلب نابض بالبراءة , وإن تبدلت أحوالنا يظل عقلنا نابض بذكريات الطفولة .. بشكرك أستاذ محمود على تعليقك الجميل , تحياتي لك :)

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا