الذكاء الاصطناعي واللغة العربية
لغتنا و الذكاء الاصطناعي
نشر في 20 مارس 2023 وآخر تعديل بتاريخ 11 يونيو 2023 .
بعد الطفرات الكبيرة في (تقانة الذكاء الاصطناعي) اصبح من المهم لكل الدول المنفتحة و الواعية إيجاد موطئ قدم لها في داخل هذا العالم الرقمي الحديث الذي لم يعد مجرد عالم رقمي تقليدي بمحركات بحث إعتيادية بل اصبحنا امام تقنية جديدة تسمى (تقنيات المحادثات التوليدية) المحادثات التوليدية هي تقنيات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد الجمل والتعابير اللغوية بناءً على قواعد نحوية محددة. وتستخدم هذه التقنيات في تحليل اللغة الطبيعية وتصميم اللغات الاصطناعية. ومن بين أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي برنامج “شات جي بي تي” (ChatGPT) وهو روبوت محادثة أطلقته شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) أواخر العام الماضي وتدعمه مايكروسوفت وقد حقق نجاحا هائلًا في الاوساط البرمجية و صار حديث الساعة في كل وسائل (التواصل الاجتماعي) والإعلام بقنوات (الإذاعة المرئية).
ليس هذا موضوعنا فمع كل هذا التطور هل نجد نحن العرب مكاناً لنا في مجال الذكاء الاصطناعي وهل نعزز حضور لغتنا العربية داخله فدعم لغتنا في (عالم الذكاء الاصطناعي ) يعني نشر هويتنا وثقافتنا و الحفاظ عليها في ظل تمدد الثقافات المستوردة كالثقافة الغربية و الثقافة الكورية التي اصبحت تنزع هوية شبابنا و تجعل منهم تبابعة لها فاللغة اكثر من مجرد كلام هي العمود الفقري لنهضة الأمة و هي الحافظ لهويتها و لغتنا هي أغلى ما نملكه حيث نقلت ثقافة أسلافنا عبر العصور الى وقتنا الحاضر من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم الى صحابته طيّب الله ثراهم الى أمهات المؤمنين وكل فلسفتنا و أشعارنا الأندلسية و العباسية والأموية و بالتأكيد هي الضامنة لمستقبلنا و هي (المحرك) الأساسي لأي نهضة مستقبلية محتملة.
كل ما ذكرته سابقاً لا يرقى عن كونه كلام نابع من العاطفة التي تستدعي منّي محاولة الدفاع عن هويتي الإسلامية اولاً ثم العربية وسط هذه العواصف التي باتت تهدد وجودنا بين الأمم المتصارعة على سيادة العالم وبين العاطفة و الواقع يبقى الحفاظ على هويتنا من واجب الحكومات المتخاذلة التي بحاجة لإحتواء مشكلة الهوية و الاستثمار في دعمها لنضمن نحن المسلمين العرب مكاناً لنا بين الامم المتحضرة و نضمن ان يكون لدينا ما يميزنا عن غيرنا من الحضارات والبداية بدعم لغتنا الحبيبة.