منذ سيطرة تنظيم الدولة والحكومة تحاول إستعادة الرمادي من سيطرة تنظيم الدولة, والمحاولات التي تقوم بها الحكومة التي تزيد عن عشرات جميعها لاقت الفشل, والظاهر أن الحكومة العراقية والادارة الاميركية وصلت الى قناعة مفادها قتال تنظيم الدولة بهكذا "أستيراتجيه" لايمكنها أستعادة الرمادي من سيطرة التنظيم, ولهذا لجئت الى طرق ومحاولات أخرى لأستعادة الرمادي.
حيث عملت الحكومة وبأشراف أميركي مباشر بالتواصل مع شيوخ عشائر المتواجدين في مدينة الرمادي من خلال شيوخ عشائر صحوجية مقيمين في عمان وبغداد, أقام هؤلاء الشيوخ الصحوجية بعقد أتصالات هاتفية مثكفة مع شيوخ العشائر المتواجدين في مناطق تحت سيطرة تنظيم الدولة في الرمادي, طالبوا بمساعدتهم لمقاتلة تنظيم الدولة من خلال القيام بعمليات عسكرية يتم تحديدها في وقت معين بالتزامن مع عمليات عسكرية يقودها الجيش الحكومي والميلشيات الشيعية والصحوات ارضاً وطائرات التحالف الدولي لأستعادة الرمادي من سيطرة التنظيم, مقابل عروض مغرية وتعهدات ثمنية, حيث أخبروهم بأن الثمن مقابل هذا التعاون هو الحصول على مناصب مهمة وخاصة في الجانب العسكري, والأمني كون الادارة الاميركية والعراقية قررت بأن الاطراف التي سوف تحرر الرمادي هي التي سوف تتسلم الملف الامني والعسكري في الانبار بعد تحريرها, لكن هذه المغريات والعروض لاقت الرفض الشديد من هؤلاء الشيوخ الذين تم التواصل معهم.
في الحقيقة هذه المحاولات ليست الأولى من نوعها أو الاخيرة أنما حصلت قبل أقل من شهر ونصف وقمنا بنشر هذا الموضوع في مقالة منفردة تم نشرها على حسابنا الشخصي بتارخ 27/سبتمبر, حيث كشفنا عن قيام شخصيات من الحزب الإسلامي ومن قبل الجناح العسكري التابع لها ما يمسى بـ "حماس" في التواصل مع قيادات من الفصائل السنية وخاصة العسكرية منها لغرض التفاوض والتعاون معها في سبيل محاربة تنظيم الدولة الاسلامية والتوجه الى منطقة "عامرية الفلوجة" مع اتباعهم لغرض التدريب والقيام بالعمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة.
تأتي هذه المحاولات مع حملات عسكرية مستمرة فاشلة تقوم بها الميلشيات الشيعية والقوات الحكومية على مدينة الرمادي لغرض أستعادتها, اذ فشل هذه الحملات العسكرية بلغ مراحل من السخرية والإكاذيب, اذ فضلاً عن فشل الحملات الماضية لأستعادة -الرمادي- منذ تاريخ سيطرة التنظيم عليها منذ شهور, جاء هذه الحملات العسكرية الجديدة لأستعادة الرمادي حاملة سخرية كبيرة في تصرحيات مسؤليها, حيث صرح وأعلن قائد عمليات الانبار عن أنطلاق عمليات تحرير الرمادي أكثر من مرة وفي الاسبوع نفسه أعلن ايقافها لأكثر من مرة بسبب ضروف جوية "في حين الحالة الجوية تكذب أدعائه, والسخرية الكبرى تكمن في تصرحيات مسؤولي في محافظة الانبار, عن تحرير مناطق معينة في قضاء الرمادي والحقيقة هذه المناطق لازالت تحت سيطرة تنظيم الدولة, فضلاً عن نشر صور ومقاطع فديو مزروة ويتم الترويج على أنها في مدينة الرمادي بعد تحريرها من قبل الجيش الحكومي والميشليات!
وعلى ما يبدو وفق -مراقبين عسكريين- التحدث عن تحرير الرمادي وخاصة مع فشل الخطة الأميركية العراقية في كسب شيوخ العشائر في مناطق سيطرة التنظيم التي لو نجحت كان يمكن أن تكون سبب رئيسي في تحرير الرمادي, فضلاً عن صموده أتجاه الحملات العسكرية على الرمادي, بالاضافة الى تمدد التنظيم المستمر مع تزايد الحرب عليه, امراً يعد غير منطقي ومستبعد حصوله-تحرير الرمادي-في الفترة القادمة.
الجدير بالذكر عن المغريات التي قدمها الشيوخ الصحوجية هي ضمن أطار ما تم الأتفاق عليه ضمن مشروع أطلقته الادارة الاميركية, يهدف الى القضاء على تنظيم الدولة بالتعاون السنة في العراق, وهذا الهدف الجديد القديم ركزت عليه أميركا وجعلته شرطاً في مؤتمرات قطر وتنزانيا وهدفاً وسببأ في دعم هذه المؤتمرات, حيث تسعى أميركا ومن خلال وكلائها وعملائها جذب أكبر عدد من السنة لغرض مقاتلة تنظيم الدولة, والهدف الثاني المكمل للأول هو وضع بديل يحكم بعد القضاء على التنظيم حيث يحاول الكثير من هؤلاء المرتزقة الصحوات والشيوخ وبشكل الحزب الإسلامي أن يكونوا البديل الحاكم على أهل السنة في الأنبار.
-
العم حماديالعم حمادي كاتب ساخر ومحلل سياسي جاد, أكتب في الواقع السني العراقي وهمومه, من ليس معني بالشأن السني العراقي لايفهم ماذا أكتب, والمصاب بداء الانتماء لايسعد بما أكتب.