على الحافة ، لا سقوط ، لا رجوع ، على الحافة ، تريد السقوط فتشدك قوةعليا إلى الوراء ، على الارض الصلبة وتشعر انك على الهواء تسير او انك لشدة ماتتمنى السير على الهواء تتخيل ذلك ، تقع فتأخذك القوى العليا مرة اخرى إلى نفس مكانك السابق ، على الحافة لا تعرف كيف تطير ، ماهي الأحمال الواجب عليك التخفف منها لتتخلص من كل هذا الثقل ؟! عن ماذا تتخلى ، أهناك سبيل غير الموت؟! أيمكنك حينها أن تشعر بنسمات الهواء تتخلل خصلات شعرك وروحك فتنفيك إلى ذلك الوطن البعيد ، حيث لا أحد ولا شيء إلا السماء ، وأنت مازلت على ظهرك في الهواء ، تغرق في السقوط بكل روحك ، تغمض عينيك فتشعر بالصمت يلفك من كل اتجاه وتبتسم ابتسامة راضية لمرة اولى وأخيرة ، تتمنى ألا تلمس الأرض أبدا رغم علمك التام أنك لا ريب ستصطدم بها ، تغمض عينيك ودموعك لا تدري أهي تسقط إلى الأسفل أم تصعد إلى الأعلى لتكون تلك النجوم الامعة في السماء ، تتذكر حياتك التي كانت مجرد لحظات ، مهما كثر عدد السنين هي مجرد لحظات ، حكاية سمعتها من ثغر امك الحنون ، حضن أبيك ، ولمسة يد طفل رضيع ، النظرة الاولى التي رأيت فيها مرآة روحك في الآخَر والابتسامة الأخيرة التي لم تكتمل ، حضن مُحب عزلك عن الكون وزاد فيك بكل احتواء عدد انكساراتك ! تشبث رموشك بالنور الذي دام لحظة واحدة ثم اختفى للابد ، ظلام روحك الذي لم ينتهِ ابدا ، ربما ينتهي الآن هنا وبتلك السقطة ؟! كم مرة سقطت ولم تنتهِ الظلمات ؟! كم مرة سقطت لتدرك بكل أسى أنك مازلت حيا أو أنك عدت إلى الموت بكل عنفوان ، أين أنا !! هنا في الفراغ الفاصل بين موت وموت ؟! على الارض ؟! أم أني مازلت على الحافة ؟!
-
آلاء عبد السلاميا قارئي لا ترج مني الهمس لا ترج الطرب .. هذا عذابي ، ضربة في الرمل طائشة وأخرى في السحب .. (محمود درويش)
نشر في 25 شتنبر
2016 .
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
Amal
منذ 8 سنة
إحترم عزلة الإنسان ولا تسأل ..
إحترم عزلة الإنسان ولا تسأل ..لا تكن منه قريبا ولا بعيدا ولا تأمل .. كل مافي الامر يريد ان يرى نفسه بنفسه ويسأل ..ليبحث عن هويته الضائعة في كل زاويه من زوايا الحياة .. الانتظار مؤلم والانسحاب مؤلم ايضا....
مقالات مرتبطة بنفس القسم
جلال الرويسي
منذ 7 شهر
ابتسام الضاوي
منذ 7 شهر
مجدى منصور
منذ 7 شهر
Rawan Alamiri
منذ 7 شهر
مجدى منصور
منذ 8 شهر
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
ابتسام الضاوي
منذ 8 شهر
مجدى منصور
منذ 10 شهر
محمد خلوقي. Khallouki mhammed
منذ 10 شهر
عبدالرزاق العمودي
منذ 10 شهر