القوة الخارقة للعادة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

القوة الخارقة للعادة

كيف تصنع النجاح والتميز 01 -

  نشر في 26 مارس 2016 .

هل تنظر إلى عباقرة العالم والناجحين والمتفوقين نظرة إعجاب وإكبار ؟ هل تتمنى أن تكون واحدا منهم يوما ما؟

بالتأكيد معظمنا يريد أن يكون ذلك الانسان المتميز ، لكن كيف ؟

 لا أزعم أني سوف أقدم لك حلا سحريا من خلال هذا المقال ، لكنني متأكد أنني سأقدم لك واحد من أقوى أسرار النجاح والتميز .فقط لو أحسنت استعمالها ستتمكن من بلوغ مرامك ..

ساتكلم اليوم عن واحدة من قوى الدماغ الخارقة ، ولست أبالغ إذ وصفتها بالخارقة لأنها فعلا كذلك ، إنها '' الـــــــــــــــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادة''

أولا : ما هي العادة ؟

العادة كما جاء تعريفها في موسوعة ويكيبيديا هي أنماط معتادة ومكتسبة ومتعلمة ومتكررة للفرد من السلوك، وتحدث ما قبل الشعور وليس بتفكير شعوري بشكل مباشر أو ملاحظ لأنها لا تلتقي مع تحليل الذات.

وبتفسير أبسط هي فعل أو سلوك يكرره الفرد بنفس الشكل و في نفس المواقف دون تدخل الشعور أي لا شعوريا.

مثال عادة تدخين سيجارة بعدة وجبة الغذاء أو العشاء ، حيث أن الفرد يلجأ لا شعوريا بعد الانتهاء من الوجبة إلى فتح علبة السجائر وإشعال سيجارة وتدخينها ، وهنا دون أن يفكر في الأمر أو يقرر هو أن يفعل أو لا ، وفي حال نسي تدخين سيجارة أو لم يتمكن من ذلك لسبب من الأسباب ، سيشعر الفرد بحاجة إلى شيء ما أو بفراغ مجهول ، وفور تدخين السيجارة سوف يحس بامتلاء ذلك الفراغ .

ثانيا : كيف تتشكل العادة ؟

لنعرف كيف تتشكل العادة علينا أن نقوم بتحليلها، وحسب كتاب ''قوة العادة''، فهي تتشكل من ثلاث مكونات أساسية ، أولا المنبه ، ثانيا الأمر الروتيني ، ثالثا المكافئة .

دعنا نأخذ المثال السابق ، المنبه في المثال السابق هو وجبة الغذاء أو قد يكون الانتهاء من وجبة الغذاء أو الإحساس بامتلاء المعدة وهذا هو الأقرب ، وفور حدوث هذا المنبه يذهب الدماغ تلقائيا أو لا شعوريا بالمدخن إلى الإحساس بالحاجة إلى السيجارة ، وهو حينها سوف يقوم بالبحث في جيب معطفه عن علبة السجائر وهنا يبدأ الأمر الروتيني أو العادة ، ثم يشعل سيجارة ويقوم بتدخينها ، وهنا ندخل في المكون الثالث وهو المكافئة حيث سوف يحس بشيء من الراحة والهدوء هذا ليس بسبب تدخين السيجارة لأننا نعلم أن التدخين مضر للصحة ، بل الارتياح يعود لأنه قام بإشباع رغبة معينة موجودة في دماغه .

المنبه ( امتلاء المعدة، الغذاء ) ----- الأمر الروتيني ( التدخين ) ---------- المكافئة ( إشباع الرغبة )

و العادات أي كان نوعها تتشكل بسبب الرغبة في الحصول على المكافئة، وتكرار ذلك عدة مرات خلال فترة زمنية معينة، تؤدي إلى ترسخ نمط معين في الدماغ يطلق العنان بشكل ألي للقيام بالأمر الروتيني كلما تكرر نفس المنبه .

تتشكل العادات السيئة بسبب البحث عن مكافئة معنوية أو مادية، و كذلك الأمر بالنسبة للعادات الجيدة، كالمطالعة أو قيادة السيارة.

وقد وجد العلماء أن تشكل العادة في الدماغ ، يسبب تشكل أنماط جديدة معقدة داخله ، تسمى بالعقد القاعدية ، وقد بلغ تعقيد هذه الأنماط لدرجة أنها أصبحت أقوى من الذاكرة ، وسوف تتعجب إذا سمعت أن شخص فاقدا للذاكرة لا يمكن أن ينسى عاداته أو بالأحرى لا يمكن أن يفقد عاداته .

لا أنسى قصة رائعة قراتها في إحدى المرات ، إنها قصة مريض يدعى أوجين وهو رجل طاعن في السن فقد الذاكرة بسبب حادث معين أدى إلى إحداث عطب في الجزء المسؤول عن الذاكرة في الدماغ ، ورغم ذلك لوحظ أن أوجين مازال يعرف مكان المطبخ والحمام في بيته ، بل أكثر من ذلك أن اوجين كان يخرج للتجوال ثم يرجع إلى منزله بشكل عادي .

ولكن عندما طلب العلماء من أوجين رسم خارطة مبسطة لمنزله أو حيه لم يتمكن من ذلك لأن ذاكرته كانت ممسوحة .

وهذا ما لفت انتباه العلماء للقوة الخارقة جدا للعادة ، فرغم عدم وجود معلومات داخل الدماغ ، ورغم أن المعلومات المطلوبة للتجول في الحي آو المنزل من المفروض أنها محفوظة داخل الجزء المسئول عن حفظ الذكريات ، إلا أن أوجين كان ما يزال قادرا على فعل أموره الروتينية بكل سلاسة ، ودون أدنى جهد .

لا يسعني إلا أن أقول أن هذا أمر رهيب جدا، إن العادات أمر في غاية القوة، أنظر كيف استطاع شخص فاقد للذاكرة أن يتمكن من عمل كل شيء دون الحاجة لتذكر أي شي ء .

تصور كيف سيكون الأمر بالنسبة لشخص يملك الذاكرة والعادة معا....

هذا ليس إلا جزأ يسيرا مما يمكن أن نقوله عن العادات وقوتها ، وسوف نخصص مقالات لاحقة للحديث عن كيفية الاستفادة من عاداتنا لصناعة النجاح والتميز .. ( يتبع ) ....



  • عبد الحميد سليماني
    مدرس لغة إنجليزية ، حاصل على ليسانس في اللغة والأدب الانجليزي ، مراسل لبعض الصحف والمجلات الالكترونية ، مهتم ، بالتنمية البشرية ، تقنيات التعلم وتاريخ الفكر الانساني . عاشق للمطالعة والكتابة .
   نشر في 26 مارس 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا