صديقي السجين - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

صديقي السجين

  نشر في 26 أكتوبر 2018 .


السجن..... كلمه سمعتها من قبل مثل اي شخص و لكن لم اتخيل في يوم من الأيام أن أذهب إليه، اسوار ووقضبان مخيفه و روائح قذره جعلت من الحريه تهرب فهذا المكان لا يمكن أن يكون فيه حريه فالحريه لا تنشأ في منبت الذل ، أنه يشبه القبر فكلاهما تعلم وجوده و لا تود الذهاب إليه ، سمعت في مره أنه يوجد في القبر ثعابين تنهش المذنب و تعذبه و هنا ايضا يوجد ثعابين .. تعابين في صوره بشر تنهش الضعيف ،لقد تعرضت للضرب و الاهانه و السرقه و في كل مره لم اقدر علي الدفاع عن نفسي و ما كان علي سوي ان انتظر ولكن من أين يأتي الصبر فلم يمر سوي ثلاثه اشهر علي سجني ولكن علي أي حال سأنتظر ،خارج السجن كل يوم يمر يقربك الي الموت و لكن داخل جدران السجن فكل يوم يمر يقربك الي الحياه و هذا ما يجعلنا ننتظر مرور اليوم و الشي الذي تنتظر مروره لا يمر ربما هذا ما يجعل الايام تسير ببطئ.

وبينما أنا أسبح في ظلمات الايام قابلته وجدت ظلاله من بعيد طويل القامة عريض المنكبين كبير بالسن و لكن يبدو عليه قوه لا توجد بالشباب ، لا تنظر إليه إلا و تجده غاضبا ، أصابني رعب شديد حينما رأيته كان سريره اعلي سريري ياللحظ .

كانت المساجين تنظر إليه و تتسائل "ما هي جريمة هذا المسجون الجديد ؟".

أعلم أنهم لن يتركوه بحاله فهذه قوانين المسجونين فالقوي منهم لا يسمح بوجود منافس أو بديل ، لم تمر سوى أيام حتي احتدم الشجار و كنت انا الفتيل ، أحدهم كالعاده قام بسبي و ضربي دون إبداء أسباب ركلني لينام علي سريري لم ارتكب خطأ و لكنه كان يريد توجيه رساله للغول الموجود علي السرير الذي فوقي ولكنه لم يحرك ساكنا فضربني ثانيا و سبني و سب الجميع و كأنه يقول انا هنا المسيطر و بدأ يسب الآباء و الأمهات و حينما نال السباب من الشرف شعرت برعشه جاءت من فوقي نزل المسجون الجديد من فوق سريره و قام بضربه لقد قتله ضربا ثم امسك بيدي و نهض بي من علي الارض.

لن انس تلك الليله فهي طوق النجاه بالنسبه لي كانت اخر ليالي الذل و الاهانه من بعدها لم يتجرأ أحد علي النظر إلي نظره لا تعجبني و أصبح الغول صديقي .

سألته لماذا قتلت زوجتك؟

-لانها خائنه؟

-وكيف عرفت انها خائنة؟

-ليس معي دليل و لكني أحسست

-سمعت انها أصغر منك بكثير ربما هذا جعلك تشك بها كثيرا و تظلمها

-يبدو أن الكل هنا يعرف قصتي ولكن علي أي حال انا لم أظلمها فكل شئ كان يدل انها خائنه فقط كان ينقصني الدليل . دعك مني وانت ماذا جاء بك الي هنا

- انا طبيب و بسبب خطأ طبي غير متعمد تم سجني خمس سنوات .

مرت الايام ولكن بشكل أسرع فهناك صديق كسر بطيبته و شهامته جدران السجن و احدث طاقه من النور، لم اكن اتخيل أنه بهذه الطيبه و البراءه فشكله لم يكن يوحي بذلك ابدا، اصبحت ألعن زوجته الخائنه و ألعن الخائن اللذان دمرا حياته بعد أن كان مهندسا ناجحا بأحد الشركات الكبري .

كثيرا ما كنت اقول له "أنت صديقي الوحيد الكل تركني و تخل عني ، أصدقائي خارج السجن مزيفون اكثرهم وفاءا لم يزورني غير مرتين من بعد سجني و زوجتي طلبت الطلاق بعد سجني بشهرين ، لم اكن اتخيل أن أجد شخصا داخل السجن انقي و أطهر من كل اللذين عرفتهم خارج السجن .

صديقي تمر بك الايام سريعا ، اصبحت اعرف عنك كل شي و انت ايضا و لكن الغريب أن فضولك لم يدفعك مره أن تقرأ مذكراتي التي اكتبها الان لا أعلم لماذا .. لماذا لم تحاول قرائتها و انت تملك نصيب الأسد فيها اكتب عنك أكثر مما أكتب عن نفسي وصفتك فيها بانك طوق النجاة و ها أنا أكتب أخر فصل من مذكراتي التي بدأت فيها من خمس سنوات و غدا أخر يوم و أغادر جدران السجن .

سأكتب في السطور القليله القادمه ما لم استطع كتابته من سنوات سأكتب تلك السطور ثم أطوي الورق و انام و غدا أرحل و لن اراك أبدا لن أزورك بعدها و لو مره ليس قلة وفاء مني و لكن لعلي أنسي و أدعو من الله أن أنسي .... صديقي الغول .. أنا الخائن .


  • 1

  • Mohamed Mokbel
    الكلمة تغير العالم و تصنع المعجزات
   نشر في 26 أكتوبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا