لباس الطهر ، ودثار النقاء ، ومغراف ما في القلب ، وجمال الروح والمبادئ والسمو ( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء ) ، هو زرع الخير وحصاده قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ ) ، قال ابن حبان رحمه الله : " فالواجب على العاقل لزوم الحياء ، لأنه أصل العقل ، وبذر الخير، وتركه أصل الجهل ، وبذر الشر " ، ما اتصف به حييٌ إلا أُكرم ، ولا امتطاه شهمٌ إلا ظهر ، ولا تحدّث به خطيب إلا هُديَ إلى الحكمة ، هو خُلُق يتخلّقُ به من سعى للخير ومظانّه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ الْحَيَاءُ ) ، صفة لا تصنُّعَ فيها ، حامل رايته لا يَظلم ، ولا يتعدى على الحرمات ، ولا ينمّ ولا يغتاب ولا يتتبّع العورات ، سِلمٌ لمن سالم ، عفوٌ عمّن تعدّى وظلم ، إن خاصم لم يفجر ، وإن اقتصّ لم يزد ، صاحبه حابّ ومحبوب ، متواضع لا كبر فيه ، عزيز لا ذلّ به ، كريم بلا إسراف ، حميم بلا ابتذال ، سمح إذا باع سمح إذا اشترى ، يألفه المجاور والمُجالس ، هو باب خير إذا فُتح ، ورادُّ شر إذا أُغلق ، فقد ردع يوسف عليه السلام عن امرأة العزيز ﴿ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ لأنه هو قرين الإيمان وسنده قال رسول الله: ( الْحَيَاءُ وَالْإِيمَانُ قُرِنَا جَمِيعًا، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الْآخَرُ ) ، ومن ترك الحياء ترك أصل الحياة ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شئت ) ، واسمع تجارب من نظر :
إِذَا لَمْ تَصُنْ عِرْضًا وَلَمْ تَخْشَ خَالِقًا وَتَسْتَحْيِ مَخْلُوقًا فَمَا شِئْتَ فَافْعَلِ
وقال آخر :
إِذَا قَلَّ مَاءُ الوَجْهِ قَلَّ حَيَاؤُهُ فَلا خَيْرَ فِي وَجْهٍ إِذَا قَلَّ مَاؤُهُ
حَيَاءَكَ فَاحْفَظْهُ عَلَيْكَ فَإِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى وَجْهِ الكَرِيمِ حَيَاؤُهُ
وقال ثالثٌ :
فَلا وَاللَّهِ مَا فِي العَيْشِ خَيْرٌ وَلا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الحَيَاءُ
يَعِيشُ المَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ وَيَبْقَى العُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ
-
alhajlaكل حدثٍ له نَفَسٌ إيجابيّ ...