عندما نتكلم عن الماضي نتذكر الروح فالماضي كان ومازال حاضراً بروحه الصافية والناقية كانت الحياة خالية من الألوان المبعثرة والعشوائية المبهرجة كما أنها لم تكن زائفة كما هي الأن، كان أكثر طرق الشر مختذلة في أبو الخير عكس يومنا هذا، الأن عندما نتكلم عن أبسط طرق الشر فلن نجد أبو الخير بل سنجد حِيل أبليس تتجدد، سنجد الشر والأذى في أبهى صوره سنجد المغريات منتشرة والتنازل عن المباديء هو السائد، عندما نتكلم عن الحاضر نتكلم عن جسد عايش وروح ماتت نتكلم عن جيل لم يحضر التسامح والتفاني في العمل، لم يحضر وصل الرحم ومساعدة الأقارب، لم يحضر سوى المقاطعات والمشاحنات والحروب والموت، لم يتغذى غذاء الروح السليم لينمو عقله وينضج ويبتكر، كل شيء حول ذلك الجيل كان مسموم، لم يجد هذا الجيل سوى الأقتباس من الخارج لأن الداخل مزحوم بالخناق والعيش في الماضي، لم يجد ذلك الجيل ما يجعله متمسكاً بتراثه وثقافاته بل العكس أفلت يداه وسعى جاهداً نحو ثقافات عديدة لا تتناسب مع مجتمع أصبح فقير ثقافياً، هذا الجيل لم يحضر سوى الألم والتخلف والجهل وأنصراف الجميع عنهم، هذا الجيل ظُلٍم ظُلم بَيٍّن، هذا الجيل حضر أشياء أكبر من أن تكون في وعيه حينها وعندما حاول التغيير والتمرد كان المجني عليه لم يعرف الطريق إلى التغيير الا قوبل بالتخوين وعندما حاول التعايش والتأقلم الأن يتهاجم بالخراب وأنه سبب التخلف وأنتشار الجهل والفساد، هذا الجيل حاول التحول ومحاربة السلوكيات الشاذة التي ظهرت في المجتمع ولكنه تم دفعه ومعاقبته فما بقى له الا التراجع والأستسلام أمام المواقف، جيل ال 90 جيل مشتت لا يعرف ما يفعل أيحافظ على ما تربى عليه وهي تربية مشتتة جزء منها متعلق بالماضي وجزء متعلق بالحاضر وجزء لا يفهم المستقبل، أم يعيش كما يعيش الجيل الذي يليه يتعلم ويتأقلم ويتعايش، هذا الجيل يحاسب فقط على فاتورة السابقون وأيضاً اللاحقون، لا يوجد وقت لقراءة كشف الحساب لأن الوقت بالكاد كافٍ لدفع الحساب، الكبير يراه مُخرب والصغير يراه ضحى بأحلامه ولم يُنفذ فرفقاً بجيل هو الجيل الوحيد الذي حضر مراحل التحول المجتمعي والثقافي هو الجيل الوحيد الذي يعيش بجسد بلا روح مستقبل بلا طموح عُمر فانٍ ينضب بلا رجوع...
-
Dr- Aya EmamTalks about #analysisskills, #economicrecovery, #enterpreneurship, #ecosystemservices, and #enterpreneurlifestyle