بيت الاحزان - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بيت الاحزان

  نشر في 13 مارس 2019 .

تصرخ فيهم غاضبة و يداها ترتجفان من الخوف.. تجاهد لكي تحبس عبراتها الانينة للآ يلحظها احد.. 

تلج الي غرفتها غاضبة و هي تصك الباب خلفها بقوة..  تنظر خلفها تطمئن لاحد منهم يراقبها..  تلمح تلك الكاميرا العقيمة و جهاز التنصت المرفقان في اماكن غير مرئية بالغرفة تكسرهم بغضب و قد فاقت بها الاحزان بما يكفي.. الن يتوقفوا عن عبثهم الهمجي الذي وصل بهم الي زج كاميرا و جهاز تنصت بغرفتها ماذا يريد هؤلاء المعتوهين!!!  

طرقات شديدة مزعجة تهول بشدة علي الباب يستبد بها الغضب.. تدفع الباب بقوة و هي تصرخ غاضبة تصب لعناتها علي المزعج الذي طرق الباب.. ليهولها ما رأته عيناها حيث الباب فارغآ فمن طرقه اذن.. 

ولجت الي غرفة امها و هي تتصاعد اعلي درجات الغضب..  كانت تنادي علي امها و هي تراها امام عيناها بالغرفة ساكنة بلا حراك الا انه لا مجيب علي ندائها... 

امسكت كفيها و هي تحاول اجتثاث النبض بلا حراك كان ساكنآ تمامآ و هي تدر ذلك و لكنها تآبي الاعتراف بالحقيقة.. 

كانت تصرخ و هي تنظر اليها غاضبة تذكرها اياها بلحظات الوداع التي رحلت فيها عنها.. و كيف قتلت امورآ كثيرة في قلبها و روحها الصغيرة.. 

لاذلت تذكر اللحظة جيدآ حينما سمعت حوارآ يدور بين ابويها.. كانا يتفقان علي استدراج الوالد لابنته ثم قتلها في المقبرة و دفنها بعيدآ عن انظار الاخرين.. و ذلك.كي يتخلصوا من عار انجاب فتاة كما خيلت لهم عقولهم المريضة.. 

منذ اللحظة الاولي التي اعلنت الطبيبة عن قدوم فتاة الي الدنيا و كأن السواد و العار لحق باباها.. 

كان مصرآ علي دفنها حية الا ان استعطفته دموع الام التي طلبت منه ان يمهلها ان تلد مرة اخري حتي يأتي الولد الذي يريده.. 

قبل وجودها في البيت علي مضض الا انه كان يعاملها ابشع معاملة.. فلربما لو لديه خادمة لعاملها بانسانية اكثر.. كانت تنظف و تكنس و تطهي الطعام و تلقي كل يوم التعذيب و الضرب المبرح من الاب القاسي الذي لا يستحق الابوة.. 

كانت امها حزينة لأجلها الا انها لم تملك من امرها شيئآ..  كان القرار عظيمآ عليها باجتزاز صبيتها الي الموت..  اعتصرت قلب الام ولجت الي صبيتها تطلب منها مرافقة اباها الي امر طارئ.. 

سارت معه ببراءة و هي لاتصدق ان اباها سيقتلها و كآن قلبها الصغير لم يتوقع وجود بشر بهذه الوحوش.. خاويآ من الضمير و الانسانية.. 

كان يخبرها في الطريق انهم سيزورن موتي القبور صدقته بكل براءة حتي ولج بها الي داخل المقبرة.. 

فاجأها بطعنة مفاجئة صوبت الي جسدها الصغير لتتناثر الدماء من كل حدب.. يواري جسدها الرمال بكل برودة ثم ينصرف في الحال و هو يظن انه قد اجتث عاره بيده... 

عاد الي منزله سعيدآ و اقام الولائم و الاحتفالات بوأد صبيته و نجاته من عاره المزعوم وو تهافت عليه الرجال المحيون و المهنئون بجريمته الشنعاء.. 

كان قلب الام يعتصر المآ لما جنته علي صبيتها و كأن لسان قلبها يردد - ارجوكي سامحيني يا ابنتي  -

لم تحتمل الم الفراق و الشعور بالذنب لتقرر الهروب بعيدآ عن ذلك المعتوه.. 

صرخت لاول مرة في وجه زوجها طالبة الطلاق و الفرار من هذا المجرم الذي قتل صبيتها ينظر اليها بسخرية و لسان حاله يسألها متي تحلت بالشجاعة في وجهه.. طعنها بذلك السكين بقوة حتي سقطت صريعة في دمائها و ضحكات الاب الهستيرية تتعالي ارجاء الموضع.. خرج شبح الصبية من غرفة الام متجها الي الصالة و هو يري ابيها قد سكن في مجلسه و معه بضعة صبية يلهون حوله بينما ثمة امرأة شابة تكنس الارض و تنظفها وسط صراخ الاب ففطن الشبح ان هذه المرأة هي زوجته الجديدة و الصبية هم ابنائه منها..!!! 

تتجه الي المقابر حزينة و قد عرفت ان اباها قد عاش حياته بصورة طبيعية بعد قتلها و امها.. يملوءها الغضب و الرغبة في الانتقام ممن جنت يداهم عليها بكل وحشية.. 

آلت اليها ان تمسي حياتهم جحيمآ.. كانت تطفئ الانوار و تنيرها في آن واحد فينا يجن جنونهم.. لا يهنئوآ بالنوم ابدآ ليلآ حيث تتعالي طرقاتها و صياحها و غنائها فيكاد يجن جنونهم عن مصدر الصوت المجهول... 

كان ساهرآ في غرفته يتابع بعض اعماله حينما ولج الشبح الي غرفته.. اقتربت منه ببطئ و بنفس الطعنه طعنته طعنات قاتلة حتي نزفت دمائه وتلقي لقي حتفه.. 

و كأن بئر الانتقام بها قد  خمد بعدما انتقمت لنفسها و امها... 

خرج الشبح و هو يبتسم بقوة ابتسامة النصر..  كانت الزوجة سعيدة بوفاة زوجها القاسي و آل الميراث لها و اولادها.. اما شبح الفتاة فقد عادت الي المقابر سكينة الفؤاد بعدما انتقمت لروحها الراحلة و امها العزيزة..  اقتربت منها شبح امها يعلو وجهها ابتسامة عالية و قد تلاقت ارواح الاحبة بعيدآ عن ظلم البشر... 







  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 13 مارس 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا