"النوستالجيا" حالة الحنين للماضى،تناولتها شتى الوسائل الفنية و الأدبية على مر العصور،فحينما جلس ماكبيث مهموماً بما وقع له من مأساه و يتذكر ما حدث له بالأمس و مكان عليه أن يفعل يزداد هماً و حزناً.و لكين ليت هذا ما حدث فى شرقنا الأوسط فمما لاشك فيه أن النوستالجيا حالة سوية وطبيعية يمتاز بها الإنسان عن باقي الكائنات،ولكنها قد تتحول من نعمة إلى نقمة حينما نتمترس خلفها منكفئين في محاولة يائسة لتحويل حضورنا في هذا العالم وعلى كل الصعد إلى ما يشبه الكائن الذي يرفض الخروج من شرنقته خوفاً من مواجهة العالم،رافعاً شعارات مثل: نحن الذين قدمنا للعالم كذا وكذا،أجدادنا فعلوا كذا وكذا،لولا حضارتنا لما وصل العالم إلى ما وصل إليه اليوم. وغيرها الكثير و الكثير من الشعارات التي لا تجافي الحقيقة ولا ينكرها أحد، إلا أنها أصبحت على الصعيد الأخر أصبحت تشكل خطر علينا فكما لو أنها تبنى بيننا و بين الأمم الأخرى أسواراً و حواجز و فواصل زمنية،و قد يستغلها البعض "كشماعة" لفشلنا و تخلفنا وعلى المقلب الآخر باتت تشكل حالة هروب عرجاء من الواقع المتهالك لإستحضار دائم للتاريخ تكاد تفقدنا القدرة على التمييز بين قيم ومفاهيم لم تعد صالحة،وبين قيم ومفاهيم أخرى تبدو صالحة ليس بحرفيتها كقوالب جاهزة ومعلبة مسبقاً، إنما كأرض خصبة يمكن إعادة البذر والزرع فيها بما يمكنها من مواكبة العصر وإمتلاك الأدوات الملائمة للدخول في السباق المحموم بين شعوب الأرض،وبالتالي إمتلاك القدرة على المشاركة في الفعل الثقافي والحضاري المعاصرين،وليس الإكتفاء بدور المتفرج أو المتلقي أو المتوجس الشكّاك الخائف من كل جديد،والمستعدي له بشكل مسبق على خلفية أصبحت بائسة وهشة تقول: هذا الجديد جاء ليلغي الماضي.
لا بديل لنا للدخول إلى المستقبل سوى التخطيط لأهداف واضحة تتعدى التصورات القديمة عن الأستراتيجيات والتكتيكات.
"النوستالجيا" قد تكون حالة من الرومانسية الجميلة تأخذ الإنسان فى رحلة إلى مواطن ذكريات جميلة و لكن إحذر هذا الفخ الجميل الذى قد يأسرك فى جماله مدى الحياة ...
-
Ahmed Elnourأحمد النور 22سنة طالب بكلية الهندسة جامعة الأسكندرية