بقية الحياة..... في السعادة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بقية الحياة..... في السعادة

  نشر في 29 يوليوز 2018 .


وقطار الحياة يسير بك مارا بدروب الفرح و كهوف الأحزان و العقبات الكئودة، فتسعد يوما و تذرف الدمع أياما أخرى.

والأحداث تتعاقب عليك تلبسك المعطيات ثوب الناصح و تتوشح حلة صاحب الحكمة ، فتدلي بدلوك في كل المسائل و أنت جاهل بالحيثيات ، و تشير أمام الملأ بالبنان للحلول و سبل الخلاص و مواطن الداء ، و ربما تحجز لنفسك ساعات و ساعات في القاعات و المقامات و التجمعات و أنت تحاضر و تشرح و تحلل متناسيا أياما خلت و حوادث مضت.

ماذا لو فتحنا الزوايا المظلمة في مسارنا ؟ ماذا لو تصفحنا سجلات خيباتنا و قصص نكساتنا ؟

إذا كنا فعلا نملك من الحكمة ما يؤهلنا لتبوء مكانة الناصح و الشيخ الموجه ، فلم نبخل على أنفسنا بكشف دليل الخروج من نفق الناقدين، و التمتع بسراج المبتهجين، فقد كبلتنا اذرع السلبية و ألتهمتنا الظلامية و سواد السريرة ، فأصبح الإعلام ناقدا و الشارع أيضا و الجهلة كذلك، ثم وصل الأمر للناشئة فتبنت الروح النكدية فلا تكاد تجد شابا متفائلا ، و لا امرأة سعيدة بما تملك، و لا رجلا بشوشا راض بحاله ، فالكل ينتقد الكل ، و كل العرب يعبثون بحاضر و تاريخ كل العرب، و المحصلة الكل مع الكل في الدرك الأسفل من الانحطاط و الركاكة و التخلف.

فماذا لو درسنا لأبنائنا مبادئ النظافة ؟ يا بني احتفظ ببقايا الحلوى في جيبك و لا ترمها في الطريق العام ، يا بنيتي لا ترفعي صوتك في الحافلة فالأمر مخل بقواعد الحياء و الأنوثة ، يا صديقي اصطحب كتابا معك في رحلتك ، يا شيخنا امسك عنك لسانك ، و انتم جميعا ازرعوا الورود في عقول البنين ، و زهورا في قلوب البنات ، و تجاوزوا الخصومات و احتفظوا بالآلام مكبلة في دهاليز الأفئدة ، فالبسوا الجديد الناصع ، و تعطروا بعبق الربيع الفتان و تمتعوا بغروب الخلافات، و سطوع نجم التراحم و الألفة و الاحترام و الرحمات.

ماذا جنيت من الانتقاد و طلب العثرات و التشهير بالكبوات ؟ على ماذا حصلت من النبش في النكبات و جراح الأيام الخاليات ؟ طبعا كتابات و روايات و أوراق متناثرة يصاحبها وخز في الرقبة ، و الم أسفل الظهر ، ومصاحبة للأرق بعد هجرة الراحة للجفون، و التشابك مع الأهل و صاحبة القلادة.....و ملازمة الصغار للدار بعد هجرة الرحلة و الرياضة.

ماذا لو تكفلت بنفسي و أهلي ، و وضعت اللبنة تتلوها الأخرى ، و أرسيت سبل النجاح بدعم المطالعة و الهواية و الرياضة و قبلها التقرب لرب الملكوت ، أين الكلمة الطيبة الجميلة و العبارة الرقراقة الرنانة و النظرة البهيجة للحياة و العمل للخلود في الجنان بعد الممات.

فلن أكلف نفسي عناء الغضب ، و لن احمل تفا هات الفاشلين و هم على قارعة الحياة ، فلنتكفل بأنفسنا و أهالينا و محيطنا ارضاءا لربنا و لنعش بقية حياتنا في زمرة السعداء.

محمد بن سنوسي

27 -07-2018


  • 4

   نشر في 29 يوليوز 2018 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 6 سنة
"الكل ينتقد الكل" المشكلة ،"ماذا لو تكفلت بنفسي و أهلي" الحل ،بل و أسهل الحلول للنهوض بالمجتمع ،فلو اهتممنا بإصلاح أنفسنا و أسرتنا لما وجدنا الوقت للبحث عن هفوات غيرنا ،جعلنا الله من السعداء في الدنيا والآخرة ، مقالك رائع كالعادة ،بانتظار مقالاتك القيمة.
0
بن سنوسي محمد
اتشرف دائما بتعليقات القيمة بارك الله فيك
عمرو يسري منذ 6 سنة
مقال رائع.
للأسف صار الحزن والكآبة يسيطران على المشهد الآن , فرغم المشاكل التي تحيط بنا جميعاً إلا أننا ينبغي أن نكمل حياتنا مفعّمين بالثقة والإيمان بالله لأن ليس لدينا سبيل آخر سوى ذلك.
1
بن سنوسي محمد
بارك الله فيك حبيبنا
شكرا لك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا