"لا شيء مما ذكر"
لماذا غالبا يكون الانفصال متبوعا بمأساة؟!ألا نجيد الرقي حتى في الانفصال!!..حتى انفصال المرء عن ذاته – في محاولة للنسيان- يشوب هذا الانفصال تزاحم للأفكار ، والغبش لا يفتأ يضرب أطنابه على العقل والتفكير!!
قد يتمكن المرء من تجاوز عقبة أولى.. من عقبات عدة، ثم يمضي بكل ثقة قدماً ليجتاز عقبة تلو أخرى.. تحرر من حزمة أفكار حياتية معيقة.. تحرر من كل ما يشغل التفكير ويعيق سير الحياة.. تحرر من أعداء كانوا أصدقاء... قدرة على ملء النعوت التي أصبغوها...!!
"كم جميل أن يكون التعارف حافزا للتقدم، ويمضي بنا نحو إيقاع أكثر يسراً"
للسعادة معنى كبير وثمن غال جداً..
إنها معنى لا يرى بالعين، ولا يقاس بالكم، ولا تحويه الخزائن. إنها صفاء نفس، وطمأنينة قلب، وانشراح صدر، وراحة ضمير. هي بسمة طفل طهور، ولهج لسان صادق، وعفو قلب متسامح، وهدية بلا منٍّ ولا أذى.. لا يأتي بها المال وكثرته، بل القناعة، ولا يأتي بها الحرص، بل الرضا والقناعة والتوكل على الله رب العباد..
لن يكفيك دفء احضان العالم مجتمعة.. مالم تحتضن نفسك من الداخل.. ان فقدان الشغف ليس حزنا بل انطفاء يبقى فاقده يشاهد انقضاء الأيام يوما تلو آخر...!!أصبح كل شيء في هذا الزمن قابل للتصديق، ألم يحن الوقت لإنهاء الدهشة؟َ!
أحيانا يتحدث المرء بصيغة الجمع عند حواره مع عزيز، ليس تفخيما، بل لشعوره أنهما أكثر كثافة من أن يقول أحداهما "أنا"
الوعود باتت تقطع دون وفاء.. العهود تبرم والغياب يرخي سدوله...تلك هي حافة الزمكان...لا نحن في زماننا ولا نحن في مكاننا... فمنذ الأزل، والإنسان يرنو إلى شبيه ما يؤمن بنوره، ليرى شمسه تسطع.. ثم يقضي عمره بأرق سؤال: كيف يمكن أن تغيب الأشياء التي بدت وكأنها ستبقى إلى الأبد؟!
"في الوجه هدوء غريب لا يمتثله !! هل هي الشيخوخة وبعد المسافة، أم حكمة نهاية المطاف؟ أم كان لزاما علينا أن نموت ليتعافى من حولنا من الخرس العاطفي؟"
أسئلة كثيرة تتغلغل في نفسه تنتظر الانفجار العظيم، لماذا هذا الفتور؟ لماذا لكل منا عالمة الخاص؟ لماذا أصبحت العلاقة شكلية رسمية؟ لماذا يخيم الصمت، والتواصل وصل حده الأدنى؟ هل وصلنا إلى حالة من الانفصال العاطفي والروحي؟
"أيهما يصل اولا الدروب ام سالكيها؟!"
الهروب من منعطفات الكآبة، ثم السقوط فيها دون إرادة.. ثم محاولة الهروب منها بتشرد مقيت. بعبثية تمضغ الوقت وتمدد الساعات، فيطغى الصمت ويحل الظلام فتبدو الحلكة اكثر عتمة مما مضى دون أدنى فائدة..!!..يا لهذا الصمت، أما آن له أن يفتح ذراعيه ليعانق الكلام.. أما آن له أن يستخرج الحروف من مخابئها... وما أتعس ذهن لا يصغي لما هو خارجه ولا يهدأ.. فيشتبك مع نفسه؟!
"البعض يهرب الى داخله...والبعض يهرب الى خارجه...والبعض يهرب متعاكسا مع رغباته وطموحاته وملوحته؟!"
من قال أن الزهايمر مرض؟،انه صديق مخلص!! وعلى المرء أن يحبه ويقدره.. ليس لأنه أفضل من غيره، ولكنه هو الوحيد الذي يقبع تحت سلطة المرء ونفوذه.. هو الوحيد المعروف لدى صاحبه، ويعرف كل تفاصيله.. أما الباقون فلا يعرف عنهم شيئاً وكأنهم أشباح!!
أليست بعض الأحداث التي نمر بها هي التي تعيد تشكيل حيواتنا من جديد.. نشعر بعدها وكأننا ولدنا أشخاصاً آخرين.. أشخاصاً لم يعودوا يشبهون أنفسهم!
عشقت الزهايمر، وسيظل بيننا الشوق بلادا تتسع وتفرغ من أهلها.. سيظل الحنين شجرة تطرح أسئلتها حول غياب المعنى ومعنى الغياب.
همس لي زهايمري مرة: ألا ترى مثلي بعينيك هاتين.. ألا تسمع مثلي بهاتين الاذنين.. ألا تمتلك مثلي معدة للهضم؟ أجبته نعم..
اذن انا وانت فقط والباقي كلهم اشباح، وعندما نموت يموت كل شيء معنا.. كل العالم الزهايمري سيغوص في الأعماق.. اليس كذلك؟!تجمد لساني.. أصبت بالخرس. ثم تبعثرت الكلمات عندما حاولت الرد فلم أجد بدا من الإجابة
ب " نعم"
الكثير من الكتاب يتقمص شخصيات رواياته أو مقالاته.. فما بالكم لو كتب كاتب رواية عن شخصية حقيقية، قد تكون شخصيته.. عندها ستسمعون أنينه، كما سيشهد ضعفاء روايته أنينه ثم سيضحكون انتقاما لأنفسهم...
"أشعر ان صوتي فردي منعزل"
أقفز في كل لحظة من أعلى قمة نحو هاوية شديدة التقعر.. بحواف مثلمة عالية الخشونة..
كم وددت صقل حواف الزمن المثلمة.. كم حاولت فك أقدامي من الأرض الثابتة لحياتي بأكملها.. حتى الآن، لا أزال أضع هذه الخطوة الحرجة في شك وريب.. ليس هذا لأني شجاع بشكل استثنائي، بل لأنه الطريق الوحيد..
لم أكتب يوما لأقرأ.. وإني أنظر الى كلماتي التي كتبتها قبل دقائق.. وكأنني أراها للوهلة الأولى، أجد أمامي صفحة بيضاء زينت بحروف مفادها " لا شيء مما ذكر"
ماهر( باكير) دلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير