التحفيز لم يعد رداء يناسب الجميع.. "لكل شيخ طريقة"
اكتشف نمطك التحفيزي و فك الشفرة
نشر في 27 مارس 2019 .
ترتبط أكثر النجاحات الشخصية لأبناء الدول العربية ارتباطا وثيقا بالتحفيز الذاتي, ومن النادر ان يجد الفرد نفسة في أسرة تعي أهمية أن تجعل طفلها مُتَحمسا لأداء مهامه, ونفس الشيء بالنسبة للصفوف المدرسية. لذلك على الفرد ان يكون عصامي في تطوير نفسه وشخصيته .. خاصة وانه غالبا ما يجد بيئة عمل تفتقر لفن التحفيز وهذا ما أظهرته الدراسات بشأن تحفيز الموظفين في قطاع العمل في العالم العربي. يذكر د.محمد مرعي من جامعة دمشق بانه على الرغم من أهمية التحفيز إلا أنه لم يحظَ بالاهتمام الكافي من قبل القيادات الإدارية لأن التقليدية منها تعتمد أسلوب الإدارة البيروقراطية التي تركز بأولوية على عملية اتخاذ القرار ووضع السياسات الإدارية وعملياتها لتحقيق أهداف المؤسسة باعتبارها جوهر العملية الإدارية وغرضها. لذلك تمحور اهتمامها حول مراحل التهيئة للقرار وصنعه وتلقي مخرجاته, وابتعدت عن المحاور الأخرى, إلا ان الإداريون المستنيرون يؤكدون أهمية التحفيز في مسار العمل لأنه السبيل الى المبادرة المستمرة, والإبداع المتجدد بالإضافة الى كونه طريق للمقترحات الخلاقة التي تعالج جوانب القصور الحاصل في العمل.
اكتشف نمطك التحفيزي
وحتى يستطيع الفرد ان يساعد نفسه بنفسه من أجل حياته الشخصية والعملية عليه ان يعرف ويفهم التحفيز.. و ما بين التعريفات والنصائح الموجودة في كتب التنمية الذاتية والشبكة العنكبوتية وبرامج التحفيز التقليدية يقف الفرد منا وقفة استنكار لماذا كل هذه المعلومات لم تجدي نفعا .. هل من جديد يفسر لنا ويعطينا نصائح وخطوات عملية تكون بمثابة حصاد وثمرة جديدة لكل ما مضى من النظريات التحفيزية ,ولكي نبدأ من حيث انتهى الآخرون تجيب المستشارة "تمارا لو" بعد دراسة استغرقت ثمان سنوات أجرتها مع أفراد فريقها وأكثر من 10 الاف شخص وجدت بان كما لكل انسان بصمة اصبع مختلفة فلكل شخص انماط تحفيزية .. فما يحفزني لن يحفزك!
ترى "تمارا لو " بان التعليم مهم ولكن التحفيز أهم, والموهبة تأخذ بعين الاعتبار ولكن التحفيز يؤخذ بعين الاعتبار أكثر. وشبكة معارفك ذات قيمة عالية, ولكن تحفيزك الذاتي يتفوق على كل تلك الأمور به تحقق أي هدف و تتخطى أي عائق ,وتسرع من نجاحك.
تعرف على حمضك النووي DNA التحفيزي وفك الشفرة
وأكدت "تمارا لو " في كتابها (تحفز) بان هنالك امراً واحداً يشترك فيه جميع القادة العظماء وهو حافز قوي للنجاح فالتحفيز بمثابة البنزين في سيارتك والذي يدفعها للتحرك مهما كان موديل السيارة بلا بنزين لن تأخذك الى أي مكان! لذلك ترى بانه عليك أولاً أن تفهم قوانين التحفيز التي توصلت لها بعد "ندوات تحفز" واستشارات وتدريب وبعد ان قضت 25 سنة مع اعظم محققي الإنجازات فكانت الخلاصة بانه يحفز كل شخص بشكل مختلف عن الآخر وبان كل الناس لديهم الحافز ولكن لكل منهم شفرته التحفيزية فما نجح مع الطفل الأول قد يفشل مع الثاني.. حتى في طفولتنا لكل منا شفرته التحفيزية الخاصة الفريدة من نوعها. و كما يحدد حمضك النووي الجيني صفاتك الجسدية يقرر حمضك النووي التحفيزي الطريقة المثلى لتحفيزك. ويتكون حمض التحفيز النووي من الدوافع, والحاجات, والمكافآت , وهي الثواب المفضل الذي يرغب فيه الشخص حتى ينجز وهي العملية المادية أو المعنوية او النفسية التي ينتظرها الشخص لقاء أدائه فما ينجح مع شخص آخر قد لا ينجح معك لماذا؟ ..السر في الحمض النووي. فقد خلقت لتحفز بطريقة معينة لذلك فك الشفرة التحفيزية الخاصة بك فما يحفز شخصاً قد يثبط آخر مشبهه ذلك بفصيلة الدم اختلافها بين الناس لا يعني بان فصيلة افضل من أخرى. واذا احتجت الى متبرع بالدم سيكون من نفس الفصيلة كذلك التحفيز لذلك يعاني المدراء ايضا في العمل فلكل موظف طريقة مختلفة عن الآخر قد يدرك البعض هذا ولكن ما نفتقده هو منهجية قابلة للاستخدام مع كل واحد منا.
واكتشفت "تمارا" هي وفريقها ستة عوامل محفزة ( التواصل والانتاج, والاستقرار والتنوع, والمكافأة الداخلية كالتقدير والخارجية كالأجر المادي). ولكل واحد منا ميل محدد الى ثلاثة من هذه المحفزات أي قد تكون نتيجتك (انتاج – استقرار – داخلية ) وبهذا تكون قد عرفت طراز حمضك النووي. ووضعت "تمارا" ثلاث اسئلة تعطي قراءة سريعة للحمض النووي التحفيزي الخاص بك وهي (هل تنزع الى أن تكون منافسا أكثر او متعاونا أكثر – هل تفضل الاستقرار أم التغيير – ما الذي يجعلك تشعر بأنك موضع احترام أكثر في العمل التقدير الصادق دون علاوة مالية أم العلاوة دون تقدير).
نظريات حول التحفيز
في عام 1943 نشر عالم النفس السلوكي ابراهام ماسلو نظريته المعروفة بهرم ماسلو للحاجات وهي نظرية تحفيزية اقترح فيها بان أن الانسان ما ان يلبي احتياجاته الاساسية يسعى لحاجات اعلى. وفي عام 1960 طور عالم النفس الاجتماعي مايكل مكجريجور نظرية X التي تدعي بان الناس كسولون بالوراثة . ونظرية Y وهي باختصار قائمة على نظرية "العصا و الجزرة".وفي نفس العام نشر دايفيد مكليلاند عالم النفس نظريته بان التحفيز يقوم على ثلاث حاجات الاندماج والإنجاز والسلطة. وفي عام 1968 اطلق عالم النفس السلوكي فريدريك هيربيرج نظرية التطهير التحفيزي حيث قسم التحفيز الى قسمين وراثي ومكتسب و شعر بان العوامل الوراثية هي محفزات اقوى وأكبر تاثير من العوامل المكتسبة.
وفي الوقت الحالي تطرح "تمارا لو" النتائج التي توصلت لها لذلك ما تطرحه يعد اضافة جديدة كونها توصلت الى كيفية تفعِّيل التحفيز وكيف نحافظ عليه ولعله علم النجاح الجديد كما قالت.
-
eman إيــــــمانكاتبة ومدونة