كنت جالسة مع سيدة ناشرة، أستمع إليها:
-يأتيني آباء صحبة أطفالهم في آخر السنة و عندما يطلب الإبن من أبيه شراء له قصة، ينهره قائلا له :
-ماذا ستفعل بقصة في نهاية السنة الدراسية ؟
كأن فعل القراءة مرتبط بالمقرر لا أكثر و لا أقل. من أسابيع قالت لي رئيسة تحرير موقع نظرات مشرقة :
-بعض الأساتذة و بعد ما أحيلهم علي مقالات الموقع، أتفاجأ بأنهم تكاسلوا علي قراءة المقالة إلي آخرها.
ماذا أصابنا يا تري ؟
يجد نفسه الناشر بين نار التكاليف و عزوف القراء، فأي ثقافة هذه ؟
إلتقطت علي المباشر إنطباع أستاذة في يوم العلم الموافق ل 16 أبريل كل سنة و الموافق لوفاة مؤسس الحركة الإصلاحية في الجزائر الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله:
-كأن الصورة إحتلت مخيلة التلميذ، طاردة بذلك الأحرف و الأسطر.
هل طلب العلم بات عبأ علي كاهل الصغير ؟ يحلم الطفل في الدول المتطورة الإلتحاق بالمدرسة و أبناءنا يهربون من مقاعد الدراسة بحجة تتغير وفق المزاج و الظرف:
"لماذا الإجتهاد لأبقي في آخر المطاف علي الرف ؟"
مثل هذا المفهوم السائد خاطيء، في غياب تكوين و مؤهلات علمية و معرفية و زاد الثقافة العامة سيبقي الفرد محدود الآفاق، وجوده ينحصر في جلب لقمة العيش.
من أين لنا معرفة حقوقنا و نحن لا نفقه معني المواطنة و لا نكره شيء مثل النضال و لا نحسن شيء مثل التذمر ؟
ثم أن نقرن طلب العلم بالمادة، لا يصح. الإسترزاق واجب و ما هو فرض علينا النهوض بأمتنا و الرقي بمجتمعاتنا.
www.natharatmouchrika.net
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة
التعليقات
سلمت على المقال الذي أيقظ الجرح ..