- مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

  نشر في 18 أكتوبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

المدير: "كم مرة رأيت الأفق دون الانتباه لجماله؟كم مرة نظرت إلى السماء دون الانتباه لعمقها؟كم مرة سمعت الأصوات من حولك دون أن تدرك أنها جزء من حياتك؟ لا أريد منك جوابا الآن, لكن يجب أن تعرف "أن لكل شئ في الحياة علامة, العالم كله صنع بلغة يستطيع الإنسان فهمها, لكنه نسيها, وبدا يبحث عن أمور أخرى"

جحظ المختار عينيه, فهل يا ترى فهم ما يرمي إليه المدير؟!!

بالرغم من بلادة المختار وغباءه إلا انه استطاع أن يفهم الكلمات ,ولم يستوعب ما يرمي إليه المدير!!

قفز من مكانه غاضبا,وهرول مسرعا إلى بيته,ومن المسافة من المدرسة إلى بيته وهو يفكر بكلمات المدير,ماذا يقصد عبدالرزاق بهذا؟ يسال نفسه..وقضى ليله ونهاره يفكر في كلام المدير..حتى أصيب بالأرق..

من الواضح أن المدير استطاع بطريقة أو بأخرى أن يؤثر فيه,أو بمعنى آخر استطاع ترويضه إن جاز التعبير..

لم ينم المختار تلك الليلة ,وقرر ان يزور المدير في بيته – حتى لا يعلم احد أنها زيارة رسمية للمدرسة – لا يزال الكبر يسيطر عليه!!

في مساء اليوم التالي,لبس عباءته وشماغه وعقاله, وحمل عكازه المطرز – نوع من التفاخر – فهو لا يتكئ عليه وإنما للزينة والتفاخر- لا يزال المختار يعيش الماضي ,ماضي البشوات , فهو يضع ساعة الصدر على قمبازه!! ثم هرول مسرعا وخطواته تأكل المسافات..يريد أن يعرف إلى ماذا يهدف المدير؟ الفضول سيقتله!!

..السلام عليكم,يا عبدالرزاق..ألقى التحية بشئ من الانتقاص لشخص المدير,وكأنه يكلم عاملا عنده!!

"السؤال الضبابي الذي يدفع المختار للجنون,هل هو البليد ام المدير؟!"

خرج المختار من سرحانه على صوت المدير يقول : أهلا وسهلا بالمختار,زارتنا البركة..تفضل ,البيت بيتك..

المختار, ليسلم البيت وأهله..كنت متوقعا زيارتك يا كبير البلد – مشيرا له انك لم تفهم ما قلته لك بالأمس – لكني توقعتها في المدرسة, يا مرحبا بك..

المختار:أنا فضلت زيارتك في بيتك بعيدا عن ضجيج التلاميذ..

أحسنت صنعا يا مختار,أتشرف بك..

في الحقيقة يا عبدالرزاق,جئتك في أمر ما!!

يا مختار, قبل ان نتحدث لا بد من القيام بواجبك أولا,لنبذأ بقهوة أهلا وسهلا..ما رأيك؟؟ وكان المدير يعلم تماما سبب زيارته

كما تشاء يا عبدالرزاق,لنشرب القهوة..

ذهب المدير لإحضار القهوة,وتعمد أن يطيل الغياب –نوعا من الحرب النفسية – يريد أن يعيد المختار تفكيره ..
صامتا ظل المختار طوال غياب المدير لإحضار القهوة , مأخوذا بإحساس غريب يدفعه إلى الجنون..يحتاج إلى صمت أكثر عمقا..أحس بشئ يتحرك في أعماقه,وقال في نفسه:كلماتك يا عبدالرزاق غامضة ,كالقمر عند الخسوف!!

عاد المدير يحمل القهوة,ووضعها أمام المختار..

لماذا تأخرت يا عبدالرزاق؟

صنعت القهوة بنفسي لك!!

وأين زوجتك؟

موجودة,أجاب المدير!!

" والله رجال آخر زمن " قالها المختار في نفسه..

ولماذا لم تصنع هي القهوة؟ لم وجودها في بيتك إذن؟

هي متعبة يا كبير البلد, أعمال البيت,وعناية بالأولاد,وما يضيرني أن اصنع القهوة بنفسي؟!

طبعا ,المدير تعمد افتعال هذه القصة ليثير حفيظة المختار..

جئتك يا عبدالرزاق لأعرف منك ماذا تعني بكلامك أمس؟

والله, يا مختار لقد نسيت ما قلته, الكبر عبر كما تعلم!!

أعاد المختار تلك الجمل حرفيا,وسمعها له وكأنه آلة تسجيل, ولم ينس حرفا!!
وبدا المدير يتمتم بكلمات لا يفهمها المختار"الذاكرة هي غالبا خاصية مرافقة للغباء,أنها عادة تنتمي للنفوس الغبية التي تغدو أكثر غباء عندما تحفظ الكلمات دون فهمها"

ماهر باكير

  • 5

  • Dallash
    وَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
   نشر في 18 أكتوبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

>>>> منذ 4 سنة
ياااي حينما نجد شخصية كشخصية عبد الرزاق لتشفي غليلنا في أمثال المختار ههه... أنا شخصيا أقرأ القصة و أنا مبتسمة و فرحة گأنني أصفق للمدير على إنجازه. في انتظار التتمة أخي... أصبحت طي الكتمان جزءا من يومي. تحياتي لك
1
Dallash
أسعد الله أوقاتكم أختي الكريمة
سعيد جدا أن الرواية نالت إعجاب الكثيرين ومنهم حضرتك ..واي نجاح لأي عمل هو دوما بالتعاون الجماعي ..مساندتكم ستكون سر نجاح الرواية التي ساطبعها يوما ..دام حضورك اختي الفاضلة
>>>>
بالتوفييق اخي
هدوء الليل منذ 4 سنة
تعجبني شخصية المدير الفذة من الان . جعلتنا نتشوق لنرى ماسيحصل بعد . دُمـت
2
Dallash
حاضر قريبا ان شاء الله..دام حضورك
مريم منذ 4 سنة
ننتظر التكملة.........
3
Dallash
ان شاء الله دام حضورك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا