من قال أن أهل الإبداع ينحنون للتضييق و الخناق فينسحبون لأدنى شرف للكلمة ، و من قال أن صمت المبدعين حرام أو فيه كراهية ، و من قال أن النجوم لا تلبي دمع عيوننا حينما نسترسل للقمر اللامع ..ثم من قال و ردد القول من أننا نتدثر تحت غطاء الانسحاب من ميدان المواجهة ، اسمع قولي الفصل في خطاب الرد على مكيال القطيعة و الترصد لحرفي ، ههنا متألقون بالإبداع دائما و ليس لنا أي مقال نكتبه قيلا و قال مجرد أقاويل ، نكتب و نردد الحرف في أبهته ، و نميل يمنة و يسرة للشكل و الترتيب و علينا أن لا ننسى فاصلة أو نقطة فنصبح غير ملزمين بالعفو ، عفوا أعزائي فالحرص مني واجب و تحية تقدير للأوفياء من يراسلوني طلبا للحرف النابع من عمق الألم و الأمل فمزيجهما لدي هو صلب القوة في حسن الجمال و الأريحية لمنازل الشرفاء فضلا و سعيا و شكرا مرددا على مسامعكم ، فطبتم و طاب المجلس منكم فيضا خلاقا و أرحتم مسمعي بكلام يبني و يعلي من شأن الحوار الهادءى و الموزون ، فحتى من كان بعيدا عن أعيننا نردد السلام أن مرحبا بكم و قد هيأنا لمجالسكم أحلى الكراسي و رتبنا منصات التقدير لنشرف حضوركم في عنفوان فرحتنا ، لأننا من السلام و للسلام نهدي رسالة الحب و الوفاء بغير أي تأخير منا ، فالموعد لا ينتظر و لقاء الشوق بغير ورود لا يقتدر ..
أما من يريد طرد صراحتي و حنان صمتي للأمل أقول له من أن الأمل للعناد ماض و بزاوية الإصرار باق وبحب الانتصار مائل نحو خط الوصول ، لا تضيق على مسامعي قصيدة أحببتها و لا زلت أحبها عنوانها : كيف تعيش مستقبلك ، و هذه الأسطر مقدمة لهذه القصيدة ..و البقية مسالك للناجحين و المنتصرين بإذن الله ،كل في قالبه ينضح من إناء الحب و الوفاء شرابا مصفى و للعكرة مياههم انهار مضطرة للرحيل لأنها لا تلق ترحيبا من المخلصين في بلد السلام ، فلا تنسونا من دعائكم و الرحب يزداد اتساعا بقلوب أرادت أن تعيش في أمان و ما الأمن إلا أمان الصدق و ما الهدوء إلا راحة الضمير و راحته لن تكون الا في ابداع يلخصه قلم حول مصير حرف طوقه الألم
لسنوات ليكبت الجمال ، لكننا حررناه لما تحررنا من طوق الانسحاب في مواجهة من قال لنا بالأمس اشتقنا لكم فقلنا لهم اليوم : أهلا وسهلا و مرحبا تحت ظلال الابداع و كفى .
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية