الجزء الأول: صرخة القرية 👹
أثناء طلوع الفجر ،كانت القرية يعتريها الصمت ، يكسوها ضباب يحجب الناظر عن الرؤيا ،كأنها سحابة متدلية على الأرض ،بدأ يتعالى صراخ رهيب، و بين ذلك الضباب ظهرت إمرأة ، خارجة من بيتها مسرعة تصرخ بشدة،وتبكي بكاءا هستيريا ، حاملة طفلتها ذات الخمسة أعوام ، متجهة الى بيت حكيم البلدة ،
_"إبنتي !ابنتي !أيها الحكيم إبنتي مابها ؟إنها تموت !إنها باردة كالجثة لاتتحرك!"
حملها الحكيم ووضع يده على صدرها ،وإذ هي ماتت !للأسف الشديد ماتت وهي في عمر الزهور !
الأم:"هذا لا يعقل !ماذا تقول "(باكية ، على وجهها خيبة أمل وخوف)
فأعترتها رجفة هائلة،فأرتعشت أوصالها وارتجفت شفتاها الممتقعتان، وأخذت تلتقط أنفاسها بعناء، وقفت جامدة حتى سقطت على الأرض وأغمي عليها من شدة الصدمة فهي قبل سنة فقدت زوجها 🥲ولم تتحمل ذلك، ولكن ماذا ستفعل هذه سنة الحياة و عليها الصبر ،و الله مع الصابرين.
فتلك القرية ،كان الوحش قد أنتشر في أرجائها،الوحش الذي إلتهم العديد من أطفال البلدة ،إنه المرض الذي لم يجد له الحكيم ترياقا بعد(مرض يصيب الأطفال ،يشعر المريض بصعوبة التنفس وضيق في الرئتين ،وبطئ دقات القلب ) ،وكل ليلة تتعالى أصوات النحيب و بكاء الأمهات على فقدان فلذات أكبادهن ،كأن البلدة جحيم 😓.
في تلك اللحظة أمر الحكيم مساعده (الذي كان رجلا أشيب ، مقوس الظهر ،كان رجلا وقورا ،تحس وانت تنظر إليه بالوقار يلفه) بإخبار حاكم القرية ( رجل ذو نفوذ عالي ، يسمى بمختار القرية، رجل قوي البنية ، ذو حنكة وخبرة )،أن يقيموا إجتماعا طارئ في الصالة الكبرى الخاصة بالإجتماعات(غرفة كبيرة مبنية بالحجر والطين ،سقفها من قرميد أحمر ،واسعة من الداخل ،فيها طاولة كبيرة مصنوعة من الخشب ، وكراسي ،وثلاث مواقد للنار كبيرة مقوسة الشكل ).
و بعد ربع ساعة اتى حاكم البلدة معه زوجته و إبنهما الأكبر (سليم ).
_الحكيم :"يا مختار القرية" (الحاكم) (متكلما بصوت خافت و هذا ما يميزه)"المرض إن بقي هكذا ،ولم نجد له دواءا ،سنخسر العديد من الضحايا !!"
_الحاكم :"وما هو الحل يا حكيم ؟كم عدد الوفيات حاليا؟
_الحكيم:" ماتو حوالي خمسة وثلاثون طفلا في غضون شهرين، وهم في تزايد !!،وهذه كارثة "
_سليم (الإبن الأكبر لمختار القرية، كان وسيم الوجه طويل القامة ،مفتول العضلات، متثاقل المشية ،عن عمر ،ثلاثون ربيعا ،رجل بمعنى الكلمة ،محب للعطاء ،عيناه زرقاوين كأنهما تحاكيان البحر ،وذو شارب أسود وبشرة سمراء 🧍 ):"وكيف الحل يا حكيم؟ فقد يكون بإستطاعتي أن أقوم بأي شيئ!
_الحكيم :"لقد أرسلت رسائل لحكيم البلدة المجاورة ، أخبرني أنه هناك أمل، هناك حل وحيد وهو مستحيل في وقتنا الحالي."
_الحاكم :(غاضبا):"كيف ؟ و ما هو ؟ أنا لن أقف هكذا أشاهد أبرياءا صغار وهم يذهبون من بين أيدينا" 😡.
_الحكيم :"هناك نوع من نبتة زمردية اللون تنبت فقط في كل عام في عز الشتاء حاليا ،وهي الوحيدة التي تقدر على إستخراج الترياق منها ."
_زوجة الحاكم:(رافعة كفيها إلى الأعلى ،سعيدة )"الحمد الله ،هناك ترياق😌". (زوجة الحاكم بالرغم من أنها تزاوجت الستين عاما ،إلى أنها ذو بشرة صافية ،ملساء بيضاء كأنها قشدة ،وأنت تنظر إليها تحس بجمال روحها ونقائها)
_سليم :(ظاهرا على وجهه علامة الفرح 😊)"أين تتواجد ؟ أين تنبت ؟ولماذا الأمر مستحيلا؟".
_الحكيم :(متنهدا وفي وجهه التشاؤم )"هي تنبت في مكان واحد وهي قمة جبل (الڨريون )(قمة جبلية عاليةباردة🥶، وتتساقط الثلوج فيها بكثرة وتهب فيها عواصف قوية، وهي صعبة التسلق ، وكل من قام بتسلقها لقي حتفه هناك ،فكلنا نعلم بالجماعة التي ضاعت" ،(فقبل عشرة أعوام تسلقته مجموعة من الأشخاص ،وضاعو إلى يومنا هذا )".
_الحاكم:(مندهشا😮 )"من سيقوم بتسلق تلك القمة اللعينة!ويقوم بالمخاطرة بحياته؟هذا مستحيل!".
_زوجة المختار:"يجب أن نقوم بإخبار أهل القرية لعل وعسى أن نجد أحدا ليقوم بإحضار النبتة!".
[أخبر الحكيم أهل البلدة بذالك ، وبطبيعة الحال كلهم تعجبوا وقامو بالإنسحاب،هذه لمجازفة كبيرة].يتبع.
-
Samirachiأستاذ متخرج ليسانس نقد ومناهج حاصل على شهادة ماستر في النقد الحديث والمعاصر في جامعة العربي بن مهيدي ولاية أم البواقي،الجزائر